الموضوع
:
الإعتراف
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
30 - 08 - 2016, 06:19 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,425
الإعتراف
الإعتراف
“من يعترف بخطيئته هو أهمّ ممّن يقيم الموتى” قول مأثور للقدّيس إسحق السريانيّ القرن السادس، ويُضيف “هو كمن ينتقل من الموت إلى الحياة”. هذا الإعتراف يتمّ عند الإنسان أوّلاً بينه وبين الله ولكن، أيضًا وخصوصاً، أمام الكاهن وأمام الذي أخطأنا إليه: “رجع إلى نفسه” يقول الإبن الشاطر، “أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطات إلى السماء وقدّامك” (لوقا 15: 17-18).
هذا التحوّل، هذه التوبة métanoie تتمّ، كما ذكرنا، أوّلاً في القلب، في النفس وتستوجب بعدها إقراراً بالخطيئة تعبيراً علنيّاً لها عن طريق الإعتراف في الكنيسة. العمليّة هذه تُدعى سرّاً Mystère أصل الكلمة: عملٌ خفيّ حاصل بإرادة الإنسان وبنعمة الله: مشاركة بين الإنسان والله معروفة في العقيدة الأرثوذكسيّة بكلمة synergie أي مشاركة بالعمل.
القدّيس يوحنّا الدمشقيّ، في كتابه الشهير “الإيمان الأرثوذكسيّ” يحدّد التوبة بأنّها تحوّل النفس من الشيطان إلى الله، ويقول إنّ هذا لا يتمّ إلاّ بالألم والدموع. هناك، إذاً، انسحاق لدى الإنسان وتواضع
كبير “الذبيحة لله روح منسحق، القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله” (المزمور الخمسون).
* * *
جرت العادة قديماً أن يتناول البعض القرابين المقدّسة يوم الخميس العظيم خارج القدّاس الإلهيّ على يد الكاهن وبعد اعتراف سريع. إليكم هذه القصّة المعبرّة عن الإنسحاق والتواضع في الإعتراف: أتى مرّة، في ذلك اليوم، رجلٌ وجيه معروف في القرية، جاء إلى كاهن أمّيّ لكنّه تقيّ جدّاً. طلب منه مناولة القرابين لأنّه كان مشغولاً بعد أن يحلّه من خطاياه. فرجاه الكاهن البسيط أن يسجد على الأرض ويقول “اغفر لي يا الله أنا عبدك الخاطئ”. فامتعض الرجل وأبى أن يسجد زاعماً أنّه لم يَنثَنِ ولم يركع لأحد طيلة حياته الماضية وقال: “من الذي يطالب بذلك يا أبي”؟! فأردف الكاهن البسيط مستغرباً جدّاً وأتى بكتاب الكاهن وأراه الجملة القائلة: “ويسجد المعترف ويصلّي ليأخذ الحلّ من خطاياه من الكاهن”. عندها تنازل الرجل وسجد قائلاً أمري لله! أخذ الحلّ من الكاهن وتناول. بعدها وقف أخيراً وقال أشكر الله وأشكرك يا أبي لأنّي تواضعت وأخذت الحلّ من خطاياي وتناولت القرابين المقدّسة.
* * *
أخيراً وليس آخراً، يشير الآباء الروحيّون إلى أنّه من أهمّ الأشياء التي ينبغي أن تتمّ على فراش الموت وقبل الخروج من هذه الدنيا طالما نحن واعون، الإعتراف قبل الموت، وأن يندم الإنسان على كلّ خطيئة اقترفها في حياته. هذا الأمر لا بدّ من أن يتذكّره الكاهن الذي يرافق المريض في أواخر حياته وقبل أن يسدي له القرابين المقدّسة. هذا ممّا يساعده على إنهاء حياته بسلام وتوبة.
أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem