[walaa farouk]

البابا ديمتريوس الثانى

( 1862 - 1871 م.)

قام السلطان العثماني عبدالعزيز بزيارة مصر عام 1863 تلبية لدعوة الخديو إسماعيل وقضي عبدالعزيز 10 أيام

دعا إسماعيل العلماء والوزراء والوجهاء ليحظوا بمقابلة السلطان
كان البابا ديمتريوس الثاني في مقدمة الشخصيات المرموقة التي وقفت في استقبال السلطان العثماني
وكان التقليد العثماني ان من يدعي للمثول بين يدي السلطان يقبل طرف ثوبه.

الموقف بالنسبة للبطريرك كان في منتهي الحرج أمام هذا التقليد السلطاني الذي لا يتمشي أو يتفق وتعاليم المسيحية..
لكن الله يعطي الحكمة لمن يطلبها ويمنحها بوفرة وبسخاء لقديسيه لما جاء دور قداسة البابا للمثول بين يدي السلطان..

تقدم إليه وقام بتقبيل صدر السلطان من الجهة اليسري - ناحية القلب

اندهش السلطان وتعجب الحاضرون من هذا التصرف غير المتوقع وغير المتعارف عليه في المراسيم الملكية

فوجه السلطان سؤالا للبابا حول هذا التصرف الغريب.

فقال له البطريرك:

إنما أنا أقبل يد الله ملك الملوك وسلطان السلاطين..

لأن في الكتاب المقدس آية تقول:

ان قلب الملك في يد الله

كان القمص سلامة وكيل البطريركية فى صحبة البابا فى هذه الزيارة ، وهو يتكلم اللغة التركية ، فترجم ما قاله البابا للسلطان

فانشرح قلب السلطان وابتهج لهذا المعني الطيب واغتبط الخديو اسماعيل واعتز بهذه الحكمة وزادت علاقته بالبابا صلابة ومنحه ألف فدان من أملاك الحكومة للمدارس القبطية،
ثم زادها الخديوي إسماعيل خمسمائة فدان أخرى في مديرية الشرقية.