وأبانا أنبا يوأنس ( يوحنا ) القمص :
يوأنس اسم عبرى معناه : الله يتحنن .
وهو القديس يوحنا القمص ببرية شيهيت ، وهذا الأب القديس الذى كان أثناء صلاة القداس الإلهى يعاين الملائكة وهم يحيطون بالسيد المسيح له المجد ، وقد عاش حياة الطهارة ، والقداسة منذ صغره ، فكان يداوم على الصلاة والصوم والأعتراف والتناول وقراءة الكتب المقدسة ويمارس الفضائل حتى صار إناءا مختارا منذ الصغر ، ووجد القديس بداخله إشتياقا للرهبنة وهو فى سن مبكر من عمره ، فذهب إلى برية شيهيت وترهب بدير القديس مقاريوس وكان عمره حينئذ 18 سنة .. وظل يمارس الفضائل وينمو فيها حتى صار كوكبا من كواكب البرية ، واستضاءت البرية من عتاليمه عندما أختاروه قسا بغير إرادته ، ثم صار رئيسا للدير وتتلمذ على يديه الكثير من النساك المتوحدين مثل القديس أبرام والقديس جاورجى .
وقد قاسى هذا القديس شدائد كثيرة فى حياته فقد وقع فى الأسر ثلاث مرات بسبب تمسكه بالإيمان قاسى خلالها أتعابا كثيرة .
وقد تقابل معه أنبا صموئيل المعترف ، ثم عاد إلى ديره بسلام ، وهناك رسم قمصا للبرية كلها ، وظل فى رعاية أولاده وتعليمهم وأعطاه الله شفافية عظيمة حتى أنه كان عندما يناول الشعب يعرف الخاطىء غير المستحق من غيره .
ولم ينقطع عن ذكر اسم المخلص حتى أسلم الروح وكان قد بلغ من العمر تسعين عام ...
وتعيد الكنيسة فى 30 كيهك بتذكار نياحته .
بركة لواته فلتكن معنا .... آمين .
من كلمات القديس يوأنس القمص :
+ الصلاة تهدىء ألم القلب ، تيبس الشهوة ،
تطرد الشياطين تزيل الخطية ، تجدد النفس ،
تجعــــل كل خطيـــــة غريبة عن الإنسان .
+ التواضـــــع يحل كل قوة الشيطان .
+ + +
وأبانا أنبا بيشوى الرجل الكامل حبيب مخلصنا الصالح :
بيشوى معناه : العالى أو السامى
وهو القديس العظيم الأنبا بيشوى ، وقد ولد فى بلدة شنشنا من أبوين بارين محبين لله والناس
وقد أنعم الله عليهما بسبعة بنين ، ولما تنيح الأب تولت الأم تربيتهم ورعايتهم وذات ليلة رأت الأم رؤيا وملاك الرب يخاطبهما قائلا :
( الرب يقول لك أعطنى أحد أولادك ، ليكون لى خادما جميع أيام حياته )
فقالت له : ( هم جميعا للرب ) ... فمد الملاك يده وأمسك بيشوى أصغرهم سنا ، فقالت الأم للملاك : ( اختر واحدا قويا لأن هذا ضعيف ) ...
فقال لها : ( قوة الرب فى الضعف تكمل ) .. ثم غاب عنها .
وبلغ بيشوى سن الشباب وهو ممتلىء وداعة وطهارة ثم ذهب إلى البرية وتتلمذ للأب البار أنبا بيموا ، وعاش حياته الرهبانية بكل أمانة وجهاد فى صوم وصلاة حتى أنه صام فى إحدى المرات واحد وعشرين يوما كاملا وكان يصلى ليلا ونهارا حتى كان يربط شعر رأسه بحبل مدلى من سقف مغارته لكى لا يغلبه النعاس ويداوم الحديث مع خالقه وحبيبه وفاديه ، ولما رأى الآباء الرهبان قداسته التفوا حوله وأتخذوه مرشدا ومعلما .
وعاش القديس حياة الصلاة والنسك ثابت القلب قويا فى الروح ، حليما متحليا بالروح القدس حتى استحق أن يرى ب المجد يسوع المسيح بل ويجلس ويتحاجج معه ويحمله على كتفيه ، فقد حدث أن سمع الآباء الرهبان عن ظهور السيد المسيح له المجد لقديس فطلبوا أن يروه كما يراه القديس ، ولو لمرة واحدة فوعدهم أن يطلب من الرب ذلك ، وأخبرهم أن يذهبوا إلى الجبل فى ميعاد حدده رب المجد ، وفعلا ذهب الرهبان ، لكن بسبب قلة اتضاعهم لم يروه حيث ظهر السيد المسيح لهم متخفيا فى زى رجل عجوز ... ولم يساعده أحد سوى القديس الأنبا بيشوى فأستحق أن يحمله ... ولما حمله وعده السيد المسيح أن هذا الجسد الذى حمل مخلص العالم لن يرى فسادا إلى الأبد حتى بعد أن انتقلت روحه الطاهرة إلى مساكن النور عام 417 م .
وقد نقل جسده الطاهر إلى ديره ببرية شيهيت فى زمن الأنبا يوساب الأول وما زال موجودا بالدير حتى الآن بركة لكل من يأتى إليه وشفيعا فى أبنائه رهبان الدير التى تحدث أمامهم المعجزات من جسد القديس حتى أنهم يشعرون أنه يحيا معهم وفى وسطهم .
وتحتفل الكنيسة فى 8 أبيب من كل عام بعيد نياحته ..
ويذكر يوميا فى القداس الإلهى والتسبحة اليومية .
بركة صلواته فلتكن معنا ... آمين .
+ + +
من كلمات القديس أنبا بيشوى :
+ لا تكونوا محبين للشراهة فى الأكل والشرب
لأن الشراهة هى التى أخرجت أبانا آدم من
الفردوس ولتكن تصرفاتكم لمجد الله .
+ إن أعظم الفضائل التى يصنعها الراهب هى
أن يؤخر كلامه ويقدم كلام أخيه عليه .
+ إن السنين التى قضيتها فى البرية قبل أن
يعلم بى أحد من الناس هى التى سأنال الأجر عليها
من الله ومن وقت أن علم بى الناس وعرفونى
لا أتكلم عن شىء منها .
وآبانا الأنبا بولا الطموهى :
بولا معناه : الصغير
ولقب الطموهى نسبة إلى بلدة طموه ( محافظة الجيزة ) وفى المخطوطة التى كتبها تلميذه عنه أن الأنبا بولا كان محبا للعزلة والنسك منذ صباه وكان يجاهد ضد حروب الشهوة فى شبابه حتى أنه كان يذهب إلى النيل ويقضى الليل كله فى الماء ويعود فى الصباح الباكر دون أن يعلم أحد ومن مهابته كان عندما يراه اهل القرية المجاورة يكفون عن محاربة أهل قريته لخوفهم من قداسة هذا الأب وقد دعاه الرب للرهبنة وأراه مغارة فى جبل طوخ ( بالقرب من بنى سويف ) وعاش فيها وهناك تتلمذ على يديه بعض الرهبان منهم الأنبا حزقيال الذى صار تلميذا ملازما له بعد ذلك فى معظم تنقلاته فى البرارى والجبال وكان الأنبا بولا يهتم بقراءة الكتب المقدسة وعمل اليدين والصلاة والصوم لمدة طويلة حتى استحق أن يظهر له السيد المسيح ويقول له " كفاك تعبا يا حبيبى بولا " فأجابه : دعنى يا سيدى أتعب جسدى من أجل إسمك القدوس كما تعبت أنت عن جنس البشر .
وقد تعرض الأنبا بولا الطموهى للموت فعلا ست مرات بسبب صومه أربعين يوما متصلة وكان الرب يقويه وقد التقى بالقديس الأنبا بيشوى وصارا فى صداقة روحية ولشدة محبتهما وعدهما الرب أنهما سيدفنان معا ليكونا مثالا للصداقة الروحية الطاهرة التى فى الرب وبعد حياة مملوءة قداسة وتقوى وعند نياحته طلب من تلميذه الأنبا حزقيال أن يكتب وصاياه وسيرته وأن يدفن جسده مع الأنبا بيشوى الذى كان قد تنيح قبله بحوالى ثلاثة شهور وبعد مدة من الزمن نقل الجسد مع جسد القديس الأنبا بيشوى إلى وادى النطرون وهما بدير الأنبا بيشوى حتى الآن ويذكر إسم القديس أيضا فى مجمع القداس بعد القديس الأنبا بيشوى مباشرة كما تعيد الكنيسة فى يوم 7 بابة بعيد نياحته .
بركة صلاته تكن معنا ... آمين .
حزقيال معناه : الله يقوى ( يتحنن )
وهو تلميذ القديس الأنبا بولا الطموهى والذى كان ملازما له فى معظم تنقلاته فى البرارى والجبال وقد كتب لنا سيرة معلمه الأنبا بولا أما سيرته هو فلم نجد عنه معلومات نتعرف بها على شخصيته بإستثناء بعض المواقف وردت فى سيرة معلمه الأنبا بولا منها أن الملاك ميخائيل ظهر له وهو يرعى الغنم وأشار عليه أن يذهب إلى الأنبا بولا الطموهى ليلبسه الزى الرهبانى ، أيضا قيامه بدفن جسد معلمه وكتابة سيرته ويذكر عنه أيضا أ،ه شاهد أرميا النبى يظهر للأنبا بيشوى أثناء قراءته لسفر أرميا وبالرغم من عدم معرفتنا بسيرته إلا أن الكنيسة تذكره فى مجمع القداس تكريما له مم يدل على مكانته الروحية العالية ونأمل أن نعثر على مخطوطات أو كتابات عن هذا القديس تعطينا معلومات أكثر عنه .
بركة صلاته تكن معنا ... آمين .
+ + +