لكن مأساة أورشليم الحقيقية أنها رفضت المسيح رئيس السلام عندما جاء ليفتقدها (لوقا 19: 41- 44). هذا هو سر مشكلاتها بل مشكلات العالم. ولهذا فقد جاء تيطس الروماني عام 70م وحاصرها حصاراً مريعاً، ثم دمر المدينة وسوّاها بالأرض، أما الهىكل فلم يترك فيه حجر علي حجر (لوقا 21: 6)، وأما سكانها فانهم جميعاً قتلوا أو بيعوا كعبيد.
بعد تيطس الروماني لم تنعم المدينة بالسلام إلا قليلاً، بل توالت عليها الحروب والغزوات: هرقل البيزنطي، ثم عمر بن الخطاب، ثم الأتراك السلاجفة، ثم الصليبيون، ثم التتار، ثم الأتراك العثمانيون (حيث قام السلطان سليمان الكبير نحو عام 1540 ببناء الأسوار كما يراها الزائر في الوقت الحاضر ثم الإنجليز الذين أعطوا وعد بالفور لإنشاء وطن قومي لليهود (سنة 1917) ثم إنشاء دولة إسرائيل 1948 وما تلي ذلك من حروب ثم صدور قرار الأمم المتحدة بتدويل أورشليم 1949 حيث أنضمت القدس القديمة إلى الأردن لكنها آلت بعد حرب 1967 إلى إسرائيل. ولازالت مدينة أورشليم هى النقطة الساخنة في الحوار العربي الإسرائيلي، وهذا كله إتماماً لقول المسيح «تكون أورشليم مدوسة من الأمم، حتى تكمل أزمنة الأمم» (لوقا 21: 24)