وكان حكيماً حليماً في رعايته يتحدّث بلغة الحكماء والعلماء فيفحمهم ويتكلّم بلغة البسطاء فيقنعهم. من أخباره أنّ بعض الساذجين تركوا الكنيسة مرّة لأمر تافه، فأشار إليه البطريرك مثوديوس أن يذهب في إثرهم ويسترجعهم. فلمّا أتى إليهم لم يبد أي استياء من عملهم، بل لاطفهم وعرض عليهم بعض الإيقونات الصغيرة التي كانت بحوزته فلمس قلوبهم وعاد وإيّاهم إلى الكنيسة خجلين نادمين.
كعلاّمة كان أستاذ المعلّمين وكوكب الشرق والعلاّمة العامل. وقد شهد أهل زمانه من غير كنيسته أنّه من أكبر علماء النصارى البارعين في وقته. “لم يكن أحد يقارنه في عصره، في الطائفة الأرثوذكسية، من أبناء العرب، في علمه ومعارفه إلاّ جرجي إليان”.
وكرجل كنيسة اعتبر لاهوتياً كبيراً وفخر الأرثوذكسية والشهيد في الكهنة وأنموذج التقوى والفضيلة.
هكذا ارتسمت ملامح الخوري يوسف الدمشقي في زمانه: واحداً من رجال الله.