يجب أن تكون لدينا دعامة من أعمدة الأرز حتى نقاوم الشر الذي ينزل كالمطر. فهي تمثل الفضائل التي لا تسمح بأن تشملنا الإغراءات، فهي قوية وثابتة ولا تلين للإغراءات الشيطانية. ويمكننا الاستفادة من الدرس هنا إذا ما قارناه بما يقابله في سفر الجامعة. حيث يقول المتكلم في الجامعة: “بالكسل الكثير يهبط السقف ويتدلى اليدين يكف البيت” (جا 10: 18).
فإذا كانت الأخشاب التي تدعم السقف رفيعة وضعيفة، وكان صاحب المنزل مهمِلاً ولا يرعى المبنى، فإن السقف سوف لا يمنع المطر من التسرب إلى داخل المنزل. ويؤدي إلى اِنحناء أخشاب السقف التي لا تتحمل وزن مياه المطر الساقطة عليه، ثم ينكسر أعمدة الخشب الضعيفة التي لا تتحمل الوزن الإضافي وتنفذ المياه المتجمعة على السقف المنحني إلى داخل المنزل. وهكذا فإن المطر، يُخرج الرجل من منزله عندما يزداد تدفقه، كما جاء في سفر الأمثال (أم 27: 15). لذلك تشجعنا الرموز الموجودة في المثل (جا 10: 18) أن نكون حازمين ضد هجمات الانفعالات حتى لا ننحني تحت ثقلها، فتدخل المياه إلى قلوبنا وتفسد كل الكنوز المخزونة هناك.
يرمز أرز لبنان الذي زرعه الله، حيث تبني فيه العصافير أعشاشها ويكون مأوى للطيور الكبيرة، إلى الفضائل. إن الأرز دعامة لمنزل العرس ولحجرة العروس حيث تعيش فيها النفوس التي تشبه العصافير، التي تنجوا من شراك الصيادين وتبني أعشاشها، وتجد فيها الطيور الكبيرة ملجأ لها، كما يقول الكتاب (مز 123: 7). يقول المهتمين بدراسة عادات الطيور أن طائر أبو قردان عنده كراهية للاجتماع الجنسي ولا يمارسه إلا عند الحاجة ويكون مصحوبًا بعلامات حزن وصرخات. ويظهر لى أن النص يشير إلى النقاوة خلال هذا المثال. تنظر العروس في نشيد الأناشيد إلى أعمدة الأرز في حجرة العرس الطاهرة وترى خشب السدو المزيَّن الذي يزيد المنظر جمالاً وأناقة. ويذكر النص أن تغليف السقف كان من خشب السدو. وتعني كلمة التغليف، تثبيت قطع الخشب بإحكام في شكل هندسي لتجميل سقف الحجرة. ماذا نتعلمه من هذا؟ لخشب السدو رائحة جميلة وله مناعة ضد التحليل وهو مفيد في إنتاج الكثير من أعمال الخشب الفنية لأنه خفيف وسهل التشكيل ويصلح لأعمال “الأويمة”. نتعلم من هذا الدرس أنه يجب أن نغرس الفضيلة في نفوسنا من الداخل على أن لا نهمل أن يكون منظرنا الخارجي حسنًا فيلزم أن نعتني بما هو شريف أمام الله والناس (2 كو 5: 11).