إذن فإن المرآة تعكس ما يعرض أمامهما.
وهكذا الروح أيضًا، عندما تتنقى من الرذيلة خلال الكلمة حينئذ يستقبل داخليًا مدار الشمس ويسطع بأشعتها المنعكسة.
لذلك فإن الكلمة يقول للعروس: قد صرِت جميلة باقترابك من نوري، بدنوِّك مني، إذ قد اِتحدْتِ بجمالي، “ها أنت جميلة يا حبيبتي” (1: 15).
ثم يصمت العريس، وإذ يرى جمال عروسه قد ازداد، يكرر كلماته: “ها أنت جميلة”. وقد أسماها “يا حبيبتي”، والآن وقد لاحظ جمال عينيها يقول: “عيناكِ حمامتان” عندما قورنت العروس بالفرس حينئذ مُدحِ خدَّاها وعنقها (1: 10).
أما الآن وقد ظهر جمالها الذاتي امتدح جمال عينيها.
يقول العريس إن عينيها حمامتان وهذا يحمل المعنى الآتي: عندما تكون العينان صافيتين حينئذ تعكس صورة من ينظر إليها بوضوح.
يقول خبراء الظواهر الطبيعية إن العين ترى من خلال استقبال انعكاس الصور المنبثقة من الأشياء المرئية.
لذلك فإن جمال العروس يُمتدَح لأن صورة الحمامة منطبعة في عينيها.
عندما يتطلع إنسان ما إلى أي شيءٍ، يستقبل في ذاته صورة هذا الشيء.