إن الإنسان المتواضع قد قطع نفسه عن الكبرياء، ومن يمدح نفسه باطلاً قد نبذ نفسه عن التواضع.
وهل نحتاج أن نشير إلى أن غياب أحد الضالين يدل ضمنًا على أن الآخر قد ثَبتّ وجوده؟ بما أننا خلال إرادتنا الحرة نستطيع أن نصير كما يحلو لنا.
وهكذا يحق للكلمة أن يقول للعروس التي قد صارت جميلة: “ها قد نبذتِ الشركة مع الشر ودنوتِ مني.
وخلال دنوكِ من الجمال الأصلي قد صرتِ أنت ذاتك جميلة.
قد صرتِ جميلة المنظر كشبه الجمال الأول كما في مرآة.” حقًا أن الطبيعة البشرية كمثل مرآه تنطبع عليها صور مختلفة بحسب الشكل الذي تتخذه النفس خلال إرادتها الحرة.
إذا ما عُرض الذهب أمام المرآة فإن المرآة يظهر عليها شكل الذهب وتعكس لمعان مادة الذهب.
وإذا ما عرض أي شيء كريه فسوف تظهر صورته الكريهة على المرآة كمثال ضفدع، سلحفاة، أم أربعة وأربعين، أو أي شيء كريه للنظر.