أما الأمر العجيب حقاً والمحير فعلا أن الرب يسوع قبل لأجلنا، ولكيما يفدينا، أن يشبّه بالحية. وذلك عندما قال لنيقوديموس «وكما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الإنسان، لكى لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا 3: 14 ،15)، وذلك فى إشارة منه إلى ما حدث قديماً أيام موسى، عندما تذمر الشعب على الله، فأرسل إليهم حيات محرقة لدغت الكثيرين من الشعب. ولما صرخ الشعب إلى موسى، وصرخ موسى إلى الرب، فإنه أمره أن يصنع حية من نحاس، لها شكل الحية لكنها خالية من السم، ويكون أن كل من تلدغه الحيات المحرقة وينظر إلى حية النحاس يحيا. وكان فى هذا رمز للمسيح الذى قبل بموته على الصليب أن يصير لعنة لأجلنا ليرفع اللعنة عنا (غلاطية3: 13).
وكما لم تكن هناك وسيلة لخلاص الملدوغين بالحيات على عهد موسى إلا فى النظر لهذه الحية النحاسية المرفوعة على الراية العالية، هكذا اليوم لا توجد وسيلة للخلاص من سموم الشيطان إلا فى الإيمان بالرب يسوع المسيح الذى يكرز به فى كل العالم.