ولعل أوضح المشابهات بين الحية والإنسان الخاطئ هو اللسان، والسم الذى تحته. ومن بين مخلوقات الله جميعاً لا يوجد كائن يحرك لسانه بخفة وسرعة مثل الحية، وهكذا الإنسان الخاطئ (انظر يعقوب 3). ثم السم الذى تحت اللسان (رومية3: 13 )؛ وهو كناية عن كلمات اللعنة (يعقوب 3: 7-10)، وكلام الكذب (مزمور 58: 3،4)، وكلام المزاح الجارح (مزمور140: 3).
ومع ذلك فإن ليس كل ما فى الحيات شر، بل هناك جانب إيجابى حرض الرب تلاميذه على التشبه فيه بالحيات؛ أعنى به الحكمة، عندما قال لهم «ها أنا أرسلكم كغنم فى وسط ذئاب، فكونوا حكماء كالحيات، وبسطاء كالحمام» فالحية لا تعرّض نفسها قط للمخاطرة بدون لزوم، كما أنها تتجنب المواقف الخطيرة. فى هذا يقول سليمان الحكيم «الذكى يبصر الشر فيتوارى، الأغبياء يعبرون فيعاقبون» (أمثال27: 12). ونحن كشباب لو تعلمنا أن نتجنب الخطر وننأى بأنفسنا عن موضع التجربة، فإننا سنجنى كل الخير. هكذا فعل يوسف فلمع اسمه كأفضل من كانت له حكمة الحية فى الهروب من الخطر.