وفى ٣٠٥م انتهى حكم ماكسيمان دقلديانوس وحكم قسطنطين الكبير الذى اعترف بالمسيحية كواحدة من الديانات المصرح بممارستها فى الإمبراطورية الرومانية، وذلك فى مرسوم ميلان الشهير ٣١٣م حيث انطلقت فيرينا تقوم بأعمال التبشير بالمسيحية، ولاحظت أن سكان مدينة تسورتساخ السويسرية لا يعرفون المبادئ الأولية للعناية بصحتهم، ولا يعتنون بنظافة أجسامهم، فظلت تعلمهم مبادئ الصحة العامة وتعالجهم من خلال خبرتها الواسعة فى مجال الأعشاب حتى رسخت هذه المفاهيم بينهم كما قامت بعملية تنمية الوعى الاجتماعى والتعليم والصحة.
واستطاعت هذه الفتاة المصرية التى نشأت بإقليم قنا أن تغير عادات وتقاليد قديمة فى مجتمعات أوروبا الوسطى التى كانت تعيش فى الجهل والظلام حتى رسخت هذه المبادئ بينهم واعتكفت فى قلاية صغيرة فى زهد وتقشف حتى توفيت عام ٣٤٤م. وتعتبر فيرينا أول من علّم أهالى المنطقة السويسرية وأُطلق اسمها على إحدى كنائس سولير السويسرية، ولاتزال هذه الكنيسة قائمة إلى اليوم، ويبلغ عدد الكنائس التى تحمل اسمها فى سويسرا سبعين كنيسة..
وفى الأول من سبتمبر من كل عام يُحتفل بعيد هذه الفتاة كما أن سفارة سويسرا بالقاهرة أقامت تمثالاً لها منحوتا بالحجم الطبيعى وفى مصر بنيت لها كنيسة بالقاهرة باسم القديسة فيرينا ووضع بها الرفات الذى أحضره وفد سويسرى سنة ١٩٨٦، وتسلمها قداسة البابا شنودة الثالث، بعد غياب ١٦ قرناً من الزمان.