(2) أشهر الصيادين في العهد القديم: سجل لنا العهد القديم أن "نمرود" كان "جبار صيد أمام الرب" (تك 10:9). وقد تعنى هذه العبارة أنه كان جبار صيد لا نظير له. ويرى البعض أنه – قبل الطوفان – عاش الإنسان نباتيا، أما بعد الطوفان، فقد قال الله لنوح: "كل دبة حية تكون لكم طعاما كالعشب الأخضر.." (تك 9:3و4).
كما يذكر العهد القديم أن إسماعيل بن إبراهيم سكن في البرية، وكان ينمو " رامى قوس" (تك 21:20)، وأن عيسو طلب منه أبوه إسحق أن يأخذ عدته وجعبته وقوسه ويخرج إلى البرية ليصيد له صيدًا ويصنع له أطعمة كما يحب، ليأكل منها ويباركه قبل أن يموت (تك 27:3و4).
وتأمر الشريعة: "كل إنسان من بني إسرائيل ومن الغرباء النازلين في وسطكم، يصطاد صيدًا، وحشا أو طائرا يؤكل بسفك دمه ويغطيه بالتراب" (لا 17 13)، وهو ما يعنى أن صيد الحيوانات والطيور كان مباحا، بشرط ألا يؤكل منها إلا ما كان حيوانًا أو طيرًا طاهرًا (انظر لا 11، تث 14)، وأن يسفك دمه على الأرض ويغطيه بالتراب.
ويقول الحكيم: "الرخاوة لا تمسك صيدًا. أما ثروة الإنسان الكريمة فهى الاجتهاد" (أم 12:27).
وهناك إشارة ضمنية إلى صيد الأسود في الصورة المجازية التي رسمها حزقيال للشعب قديمًا في حديثه عن عن اللبوة وأجرائها (حز 19:1-9، انظر أيضا أيوب 10:16). كما أن وجود جب للأسود في بابل، يعنى أنهم اصطاد أسودً ووضعوها في الجب (دانيال 6).
كما جاء ذكر بعض الحيوانات البرية التي كان مسموحًا بأكلها في الشريعة، وكان هذا يتضمن صيدها أولًا: "الإِيَّلُ وَالظَّبْيُ وَالْيَحْمُورُ وَالْوَعْلُ وَالرِّئْمُ وَالثَّيْتَلُ وَالْمَهَاةُ." (سفر التثنية 14: - انظر 1 مل 4:22و23). ويشير إشعياء إلى صيد الوعل بالشبكة (إش 51:20). وهناك إشارة إلى صيد الحجلة في الجبال (1 صم 26:2). كما اصطاد شمشون ثلاث مئة ابن أوي (قض 15:4).
كما يذكر الكتاب المقدس عددًا من الطيور الطاهرة التي لم تحرم الشريعة أكلها (لا 11:13-19، تث 14:11-19).