الوجه
الوجه هو مستقبِل الرأس، ويحتوي على معظم الحواس التي في الإنسان، ففيه العينان والفم والأنف. وهو الـمُحيّا، أي المعبِّر عن الإنسان. وهو يحتوي على أكثر من100 عضلة. وللابتسام يلزم تحريك 17 عضلة منها فقط، بينما يلزم تحريك 43 عضلة للتجهم. وهذا هو السر وراء ظهور المبتسمين أصغر من حقيقتهم، بينما المتجهمون يبدون أكبر من سنهم.
ولأن الوجه هو المعبِّر عن الإنسان (تكوين 3: 19)، فقد يُستخدم التعبير مجازيًا للإشارة إلى أعيان الشعب وممثليه (أعمال28: 17). وأما عندما يتحدث الكتاب المقدس عن وجه الله فإنه يقصد حضور الله. ولقد قال داود للرب: «أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟» (مزمور139: 7). بمعنى أنه يستحيل الاختباء من الله. لكن القديس ليس فقط يعرف هذه الحقيقة: أن الله موجود في كل مكان، وبالتالي يستحيل الاختباء منه، بل إنه يُسرّ بذلك ويطلبه بكل قلبه. فيقول داود أيضًا للرب: «قلتَ اطلبوا وجهي. وجهك يا رب أطلب» (مزمور27: 8). وما أعظم إحساس المؤمن بأنه في حضرة الله دائمًا؛ هذا ما قصده الرب عندما قال لموسى: «وجهي يسير فأريحك»، بمعنى سأُشعرك في كل لحظة أنني قريب منكم، ولن أبتعد عنكم مطلقًا. فأجابه موسى: «إن لم يسِر وجهك، فلا تصعدنا من ههنا» (خروج33: 14 ،15). هل تشعر بهذه الحقيقة؟ وهل تعتّز بها كشيء ثمين؟