[walaa farouk]

مريم المجدلية
إمرأة خالفت عادات مجتمعها لتذهب وراء سيدها!
كثيرًا ما يلفت نظرنا الشخص المميز، الذي يسير عكس التيار وبتعمل تطورات جديدة في المجتمع. وفي العادة نخلد ذكرى هؤلاء الأشخاص ونبجلهم. والحقيقة أن شخصية مريم المجدلية تستحق إحيائها والاحتذاء بها. فهي سيدة عاشت في فترة لم يكن للنساء فرصة للظهور في المجال العام. فكل حياتها يجب أن تكون داخل منزلها..

مريم المجدلية نقلت حياتها من مكان ولادتها إلى البلد التي يخدم فيها المسيح حتى تتبعه. وظلت تتبعه حتى في أخطر الأوقات، أثناء محاكمته وصلبه وموته. وحتى بعد موته ظلت ترافق أمه وتزور قبره إلى أن حدث القيامة.

مريم المجدليه

ولو ركزنا في شخصية مريم المجدلية، سنجد أنها شخصية شجاعة. لا تهتم بكلام الناس ونظرة المجتمع لها حسب أفعالها. فهي كانت تؤمن بما تفعل وبالقضية التي تحيا لأجلها، ومثابرة لأعلى درجة لذلك لم يهتز إيمانها لبرهة مثل بقية التلاميذ. تضحي بأي شيء لأجل ما تريده ولخدمة من حولها، لذلك كانت تنفق أموالها حتى تصرف على خدمة المسيح.

بسبب كل هذه الصفات ائتمنها المسيح على خبر قيامتها، وطلب منها أن تبشر التلاميذ به. هذه المهمة ليست سهلة على الإطلاق، لم يقم خبر القيامة خبر عادي بل كان خبر يُعرّض صاحبه للخطر وللموت أيضًا. ولكن إخلاص مريم وشجاعتها هي من جعلت المسيح يطلب منها طلب كهذا.

كل شخص فينا يريد أن يطلب منه الله خدمات كبيرة أو يكون شخص مميز في خدمته وما يقدمه للكنيسة. ولكن فكر أولا ما هي الصفات التي يجب أن انميها داخلي حتى تجعلني مؤهل لخدمة عظيمة. هل أنا مستعد أن أسير ضد التيار وأخرج من القطيع. وأفعل شيء غير مألوف، هل أنا قادر على التضحية بكلام الناس وسمعتي لخدمة الله؟ أم أنني أريد أن أبقى كما أنا لا أجازف باي شيء، وفي نفسي الوقت أريد الله أن يستخدمني.

عملك وخدمتك مع الله ستكون بقدر خروجك بره نفسك، وبره التقاليد وما يقوله الناس. لأن أعمال الله دائمًا أكبر من أن يستوعبها بشر. فكل شخص فينا يمهد نفسه لهذه الصورة قبل أن يطلب من الله أن يعمل به عجائب.