بالإضافة إلى الإنتباه إلى ما ننظر اليه، علينا أن نحرص على ما نستمع إليه، وأن لا نعطي أيّة فرصة لآذاننا أن تستمع لكلام يثير شهوات الجسد الرّدية. قال الرّب يسوع له المجد في الإنجيل بحسب البشير مرقس 24:4 "انْظُرُوا مَا تَسْمَعُونَ!". وفعل الأمر "أنظروا" في الأصل اليوناني هو βλέπω (بليبو) وله عدة معانٍ في اللّغة العربيّة ومنها: يتمعّن ويميّز وينظر ويرى وينتبه. أي أنه لدينا هنا دعوة من الرّب يسوع إلى الحذر والحرص عند سماع الكلام البذيء وغير الّلائق. وعادة يأتي سماع الأشياء النّجسة والمثيرة لشهوات الجسد من خلال العشرة الرّديّة، أي من أصدقاء السّوء، ومن المتديّنين الّذين يصفهم الكتاب المقدّس بالمعلمين الكذبة اللّذين "لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ". (بطرس الثاني 14:2). لذلك على كل إنسان منّا، وخصوصاً الشّباب والشّبات، أن يطيعوا صوت الله لنا بلسان بولس الرّسول الّذي كتب محذّراً في رسالة كورنثوس الأولى 33:15 "لاَ تَضِلُّوا: فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ". ونقرأ تحذيراً مشابهاً في سفر الأمثال 10:1 "يَا ابْنِي، إِنْ تَمَلَّقَكَ الْخُطَاةُ فَلاَ تَرْضَ". ويدعونا الله الى سماع حكمته السّماويّة، والحذر من شفتي المرأة الأجنبيّة، وهي إشارة الى إمرأة أخرى غير الزّوجة، حيث نقرأ في سفر الأمثال 1:5-5 "يَا ابْنِي، أَصْغِ إِلَى حِكْمَتِي. أَمِلْ أُذُنَكَ إِلَى فَهْمِي، 2لِحِفْظِ التَّدَابِيرِ، وَلْتَحْفَظَ شَفَتَاكَ مَعْرِفَةً. 3لأَنَّ شَفَتَيِ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ تَقْطُرَانِ عَسَلاً، وَحَنَكُهَا أَنْعَمُ مِنَ الزَّيْتِ، 4لكِنَّ عَاقِبَتَهَا مُرَّةٌ كَالأَفْسَنْتِينِ، حَادَّةٌ كَسَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ. 5قَدَمَاهَا تَنْحَدِرَانِ إِلَى الْمَوْتِ. خَطَوَاتُهَا تَتَمَسَّكُ بِالْهَاوِيَةِ. 6لِئَلاَّ تَتَأَمَّلَ طَرِيقَ الْحَيَاةِ، تَمَايَلَتْ خَطَوَاتُهَا وَلاَ تَشْعُرُ". ويؤكد لنا الله بلسان النّبي والملك سليمان قائلاً أن وصاياه "تَحْفَظَكَ مِنَ الْمَرْأَةِ الأَجْنَبِيَّةِ، مِنَ الْغَرِيبَةِ الْمَلِقَةِ بِكَلاَمِهَا". فالمرأة الغريبة عن الرّجل، أي الّتي ليست زوجة له وتحترف مهنة الزّنا، هي امرأة تتملّق في كلامها، أي تتودّد للرجل برياء بقصد إيقاعه في أحضان الرّذيلة والخطيّة.
وهكذا نجد أنّه عن طريق العين والأذن، يشاهد الإنسان مناظر مثيرة ويستمع لكلام ناعم يثير الشّهوة لديه، وبذلك فإنه يخطو الخطوة الأولى إلى حياة النّجاسة والزّنا والرّذيلة. أي أن الزّنا يبدأ بالشهوة وبفكرة تسيطر على الإنسان بمشاعر ملتهبة. وهنا علينا أن نتذكّر تحذير الله لنا من شهوة الجسد كما نقرأ في سفر الأمثال 25:6 "لاَ تَشْتَهِيَنَّ جَمَالَهَا بِقَلْبِكَ، وَلاَ تَأْخُذْكَ بِهُدُبِهَا". وفي حالة السّقوط في خطيّة الزّنا، يصبح الإنسان عبداً للخطيّة، وينطلق بالحياة وكأنه مثل الّلذين "صَارُوا حُصُنًا مَعْلُوفَةً سَائِبَةً. صَهَلُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى امْرَأَةِ صَاحِبِهِ". (إرميا 8:5 ). معلمون كذبة في الكنيسة. بطرس الثاني 14:2 "لَهُمْ عُيُونٌ مَمْلُوَّةٌ فِسْقًا، لاَ تَكُفُّ عَنِ الْخَطِيَّةِ، خَادِعُونَ النُّفُوسَ غَيْرَ الثَّابِتَةِ. لَهُمْ قَلْبٌ مُتَدَرِّبٌ فِي الطَّمَعِ. أَوْلاَدُ اللَّعْنَةِ".