هل يدعم الكتاب المقدَّس الإرهاب؟
هل رأيت يهوديًّا حاملًا التوراة في يد والسلاح في أخرى ليقتل إنسانًا؟ وهل سمعت يومًا أن يهوديًّا فجّر نفسه في معبد أو مسرح أو مطعم؟ إمّا أساء اليهودي إلى غيره فلا دعم له من التوراة وسائر أسفار الأنبياء. لكن ليس محرَّمًا على اليهودي الدفاع عن نفسه وعائلته ومقدَّساته وشعبه ووطنه. ليس هذا الدفاع محرَّمًا على أيّ إنسان أيًّا كانت عقيدته.
وتاليًا؛ هل تظنّ أن الإنجيل دعم تجّار الحروب السياسية، من الدول ذوات الغالبية المسيحية، بآية واحدة، أو حرَّضهم بآية ما على قتال! كذا الحروب التي اصطبغت بصبغة دينيّة، فإنّ الكتاب المقدَّس بريء منها جميعا! لكنّ تسامح المسيحي، اقتداء بتسامح السيد المسيح، لا يعني أنّ على المسيحي أن يذعن إلى محاولة إهانته أو استفزازه أو ابتزازه ولا يعني أن عليه أن يسكت عن إهانة كرامته وعائلته ومقدَّساته. فالسيد المسيح {رأى في الهَيكَل باعَةَ البقَرِ والغنم والحَمام، والصَّيارِفةَ جالِسينَ إلى مناضِدِهِم، فجَدَلَ سَوطًا مِن حِبال وطرَدَهُم كُلَّهُم مِنَ الهَيكَل معَ الغنم والبقر، وبَعثَرَ نُقودَ الصَّيارِفَة وقَلَبَ مناضِدَهُم، وقال لِباعَة الحَمام: ارفعوا هذا مِن هنا، ولا تَجعَلوا مِنْ بَيت أبي بَيتًا لِلتِّجارة. فتذكَّرَ تلاميذُهُ هذِهِ الآية: الغَيرةُ على بَيتِكَ، يا اللهُ، ستأكُلُني}+ يوحنا 2: 14-17 وقد وردت الآية التي تذكّرها التلاميذ في المزامير 69: 9 وهي إحدى إشارات العهد الجديد الكثيرة إلى العهد القديم.
وبالمناسبة؛ لم تعتذر الكنيسة الكاثوليكية عن الحملات الصّليبيّة التي استهدفت مسلمين عاثوا فسادًا في الأراضي المقدَّسة، لم تعتذر إلّا للإخوة في الإيمان ممّن دفع أسلافهم ثمن أخطاء رافقت تلك الحملات. شكرًا للأخت د. وفاء سلطان على تفضّلها بالقول عبر إحدى الفضائيّات: (لولا عيوث المسلمين فسادًا في الأراضي المقدَّسة لما فكّر الصليبيّون في المجيء إليها مقاتلين) لكنّ بعض المسلمين غالبًا ما التفتوا إلى النتائج بدون التفات إلى الأسباب، يريد هؤلاء أن يعيثوا فسادًا في الأرض بدون أن يحاسبهم أحد. لذا فمن الواجب أن يقال لهؤلاء "خَسِئتُم" أنتم وكلّ من حرّضكم وشجّعكم ودعمكم! إذ قال السيّد المسيح له المجد: {بالدينونة التي بها تدينون تُدانون وبالكَيل الذي به تَكيلون يُكال لكم}+ متّى 7: 2 ومرقس 4: 24 ولوقا 6: 38