فإذْ قيل كيف استطاع مريض عقليًّا الإتيان بالقرآن؟ فالجواب: أن طبيعة هذا المرض لا تمنع المصاب به من الفنّ والإبداع. فمِن الأدلّة أنّ الكاتب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي (1821- 1881 م) عاش ستّين سنة مصابًا بالصرع أيضًا، حتّى قال أنّه يفهم حالة محمّد جيّدا. لكنّ مصيبة الإرهاب امتدّت إلى أبعد ممّا تقدَّم؛ إذ بقيت ذرائع افتراء القرآن مصدر حقد على العالم كلّه، ما عدا بعض المسلمين وتحديدًا الفرقة التي تظنّ أنّها هي النّاجية يوم القيامة، ومصدر حسد وكراهية وانتقام، بما لحق الذرائع من دعم في كتب تفاسير القرآن، ومنها لعائن ابن كثير، ممّا تقدّم ذكره في بداية القسم الخامس، فامتدّ العداء الإسلامي إلى اليوم ليشمل الإرهاب جميع أقطار المسكونة حتّى أجل غير مسمّى.
وقد نجحت داعش في ترجمة العداء، الذي احتواه كلّ من القرآن والحديث والسُّنّة، بفيديوهات فُوجِأ بها الجهلة بالتفاسير الصحيحة وبسيرة "الرسول" الصحيحة، سواء العالم المتقدِّم عمومًا وغالبيّة المسلمين خصوصًا، على خلاف مخططات تجميل الإسلام التي تبنّتها الوهّابية وأذيالها. فما الجوامع في العالم والمساجد سوى بؤر تخطيط للإرهاب المحمّدي ومحطّات انطلاق لتنفيذه في مَن هبّ ودبّ، كلّ زمان وفي أيّ مكان! لكي تشفى صدور "المؤمنين" المريضة: (قاتلوهم يعذّبهم الله بأيديكم ويخزِهم وينصركم عليهم ويَشفِ صدور قوم مؤمنين ويذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء...)- التوبة:14 فإن كانت هذه مقولة خاصّة بمن سمّاهم محمد مشركين، لأنهم حسب تفسير الطبري: (نكثوا أيمانهم ونقضوا عهودهم بين محمد وبينهم وأخرجوه من بين أظهرهم) فهل انتهى العمل بها أم انّ القرآن ما يزال "صالحًا" كل زمان ومكان فاستشهدت داعش بها وبغيرها في الشرق والغرب؟ لست من كاشفي الأسرار إذا قلت أنّ بعض الناس، مِن الذين أدركوا حقيقة الإسلام، قد اعتبروا الأخ المسلم عضوًا في خليّة نائمة أو قنبلة تنتظر توقيتًا مناسِبًا لتنفجر، لكنّي قلت أن كثيرًا من المسلمين مسالمون، على خلاف تعاليم دينهم، فلا يجوز التعميم.