الجُزئيّة التاسعة: دليل آخر على خرافيّة النساء: 157 و158
قال محمد: (وإنّ الذين اختلفوا فيه لفي شكّ منه ما لهم به مِن عِلم إلّا اتّباع الظن وما قتلوه يقينًا 157 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إليه... 158) فقلت: أين "عِلم القرآن" وقد عُرفَتْ جميع مصادره التي نهل منها محمد، خلال 40 سنة من حياته، عبر اختلاطه مع أهل الكتاب، بين شبه الجزيرة والشام ومصر، واختلاطه مع مَن سمّاهم كُفّارًا في ما بعد ومشركين. والمصادر هي كل من التوراة والتلمود والإنجيل وكتب التراث المسيحي. والكتب المنحولة المحسوبة على المسيحية ومنها "رؤيا بطرس" وكتب الأساطير ومنها "المعراج" ممّا في الزرادشتية، والقصائد ولا سيّما التي للموحِّدِين ومنهم أمية بن أبي الصَّلْت، وكتب الهرطقات السّيمونيّة-الغنّوسيّة وهي التي اقتبس محمد منها مقولة النساء: 157 و158 ضمنيًّا بالإضافة إلى اقتباسه من "رؤيا بطرس" ممّا تقدّم في القسم الرابع. والبرهان على اعتماد محمد على هذه المصادر كامن في تطابق معلومات القرآن مع معلومات هذه المصادر التي سبقت ظهور القرآن ببضعة قرون. ومن أراد التأكد من تشبّث محمد برواية نفي الصلب الخرافيّة فليذهب إلى تفسير النساء:157 و158 عند الطبري وعند ابن كثير وغيرهما.
فممّا في تفسير الطبري ما معناه: [دخل اليهود على عيسى في بيت ليقتلوه فقتلوا شبيهًا له وظنّوا أنّهم قتلوه] وممّا في قول ابن كثير: [وما قتلوه متيقّنين أنه هو، بل شاكّين متوهّمين] انتهى.
وتعليقي في البداية: ما دخل البيت، المذكور في تفسير الطبري، بالنّصّ القرآني؟ فالخرافة تلد خرافة مثلها، شأنها شأن إحدى روايات "ألف ليلة وليلة" اختصرها محمّد بسطرين ليجعلها ممّا اوحِيَ به إليه، مدلِّسًا على فداء السيد المسيح عن عمد وعن سبق إصرار، ممّا تقدّم في القسم الرابع أيضا. نعمْ، أوحِيَ إلى محمد بمعلومات، كما أوحِيَ إلى كثيرين غيره، قبله وبعده، من طرق شتّى وبصور مختلفة إحداها عن أخرى؛ لكنّ المُوحِيَ بها خزين معلومات العقل الباطن. قطعًا أنّ المُوحي لم يكن الله- حاشا الله- فلا وحيَ مقدَّس إلّا وحي الكتاب المقدَّس.