وتعليقي أوّلًا؛ كم قرنًا انتظر الناس قبل عثور الرازي وتاليًا الأندلسي (1) وابن كثير على معلومة شاعت عن زيد من الناس أو عمرو، وكيف عرفها زيد متفوّقًا بالمعرفة على مؤلِّف القرآن؟ أيّ طيطاوس هذا، أو سرجس، مِن بين آخرين بهذا الإسم أو ذاك؛ ما علاقة طيطاوس بالمسيح أو تلاميذه، مَن الذي دفعه إلى التضحية بنفسه؟ وإذا افترضنا أنّه اندفع بتأثير خارق فكيف استطاع تحمّل آلام المسيح كالجلد والصلب حتّى الموت وبصمت؟ إذًا هذا الزعم "شُبِّه لهم" إذا رفعه محقّقون إلى أيّ قضاء عادل فسيحفظه في أرشيف، ما لم يُلقِ به في سلّة مهملات، ريثما تتوفر حجّة عقلانيّة وموثّقة. لكنها ستبقى غائبة ولن تتوفر، مثل غياب غودو.
وثانيًا: ما برهان المفسِّر على أن السيد المسيح شخصيًّا طلب إلى الشبيه المزعوم أن يحلّ محلّه على الصليب؟ هذا محض هراء، لم يأخذ به أيّ قضاء غير الإسلامي. ليس من الحكمة إلقاء ظلّ هذا الهراء على رسالة، كرسالة السيد المسيح له المجد، ولا شبه الظّلّ. بل عجيبة "مواهب" أهل التفسير وغريبة "مواهب" أهل التأويل وأعجب منها "مواهب" أهل الدفاع عن القرآن! ومن اللافت بالمناسبة قول الرازي في النهاية: (واختلفت مذاهب العلماء في هذا الموضع وذكروا وجوهًا وهذه الوجوه متعارضة متدافعة والله أعلم بحقائق الأمور) انتهى. وشكرًا للرازي على هذا الاعتراف.