الوقفة – ج16 مصلوب ما صلبوه ولا شُبِّه لهُمْ! 6 من 7
الجُزئيّة الثامنة: ضوء على شبيه عيسى
ما محلّ "شُبِّه لهم" من الإعراب، إذْ لم يثبت بدليل عقلانيّ أنّ اليهود اعترفوا بقتل المسيح ولم يثبت أنّ واحدًا منهم كتب هذا الاعتراف في كتاب ما أو مقالة؟ وتاليًا؛ كيف شُبِّه لهم أنّهم صلبوه ولا سيّما أمّه التي كانت واقفة عند الصليب- صليب ابنها- مع نساء أخريات من خادماته اللائي ذكرهُنّ الإنجيل بأسمائهنّ؟ وبالمناسبة؛ هل في العالم أمّ سليمة العقل تعجز عن تمييز ابنها الشّابّ ولو كان واقفًا بين مليون شابّ؟ هل ذُكِر في نشرة أخبار أنّ أمًّا شُبِّه لها ابنها مقتولًا في حادثة ما إلّا إذا اختلّ عقلها؟ فكيف الحال مع أمّ أعظم مولود من امرأة؟
وإذا شُبِّه لليهود "بدون استثناء" فكيف شُبِّه لتلاميذه الذين رافقوه أزيد من ثلاث سنوات ليل نهار؟ وهل شُبِّه لغير اليهود أيضًا من الحاضرين وقائع الصلب بدون استثناء؟ لعلّ جوابًا عقلانيّا يبرز إلى ساحة الحوار. إذًا قولة "شُبِّه لهم" خالفت الإنجيل والتاريخ والمنطق.
تاليًا وبالمناسبة؛ ما اسم الشبيه، هل كان مجهول الهويّة؟ دعني إذًا أؤلِّف مسرحيّة بطلها مجهول الهويّة؛ مثل غودو بطل مسرحية "في انتظار غودو" للكاتب الآيرلندي صمويل بيكيت (1906- 1989) التي دارت أحداثها حول انتظار رجُلين، فقيرَين مادّيًّا ومهمَّشَين اجتماعيًّا، مجيء شخص اسمه غودو. فما جاء غودو حتّى انتهاء المسرحية. أمّا مسرحيّتي فلن تنتهي، لأنّ الشرطة قيّدتْ محضرًا ما ضدّ مجهول، والقضاء لن يعقد جلسة للادّعاء على مجهول حاول خداع أزيد من ملياري مسيحي مضحيًّا بنفسه، قطعًا لا توجد دعوى في العالم تطالب بإحضار ميت لاستجوابه، لكن يوجد مشتبه بهم ظهروا بعد مرور مئات السنين، فأمسكت بهم الشرطة واحدًا تلو آخر، عبر فترات من الزمن، وقدّمتهم للقضاء. وقد يظهر منهم آخرون في المستقبل، لذا لن تنتهي المسرحية التي ألّفتُها الآن. قيل أنّ اسم أحدهم طيطاوس، ممّا في تفسير الرازي- فخر الدين (المتوفّى سنة 605 في هَراة بأفغانستان) صاحب التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب، وهو كتاب تفسير للقرآن معروف باٌسم تفسير الرازي. وقيل إنّ اسمه سرجس، ممّا في تفسير "البحر المحيط" لأثير الدين الأندلسي (المتوفّى سنة 745 هـ في القاهرة) وممّا في تفسير ابن كثير (المتوفّى سنة 774 هـ في دمشق) فإذا لم ينقل أحدهما عن الآخر فإن انتشار الشائعات عكس التيار على قدم وساق إلى هذا اليوم، كما أسلفت في نهاية القسم الثاني.