فالأمر والنهي كان بأيدي الرومان لا اليهود، كما تقدَّم أيضا، لكن الجدير ذكره هو استبعاد دور الرومان من القرآن ومن الحديث؛ إمّا عَمدًا، أي للتدليس على فداء المسيح الذي تمّ على الصليب، ممّا في حلّ لغز مقولة القرآن في القسم السابق، أو جَهلا وفق ما كان يُملى على محمد سواء من كتاب "رؤيا بطرس" المنحول ومن غيره. عِلمًا أن الكتب المنحولة ظهرت ابتداء بالقرن الثاني الميلادي، بينما تمّ تدوين الإنجيل بثمانية أقلام ذهبية خلال القرن الأوّل الميلادي وتحديدًا بعد ارتفاع المسيح إلى السّماء أمام شهود عيان من تلاميذه ومن الرسل الذين اختارهم. فشكرًا لله على توجيه آباء الكنيسة لفرز المخطوطات المدوّنة بإرشاد الروح القدس عن غيرها.
أمّا لو أجاز الوالي الروماني لليهود اتّخاذ قرار بالقتل- افتراضًا- لقتلوه رجْمًا لا صَلْبا! كما تقدَّم في الجزئيّة السابقة. والبرهان واضح في الإنجيل إذ حاولوا قتله رجمًا، لكنّه اجتاز من وسطهم سالِما: {قال لهم يسوع: الحقّ الحقّ أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموه. أمّا يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازًا في وسطهم ومضى هكذا}+ يوحنّا 8: 58-59 كذا حصل حين قال لهم: {أنا والآب واحد. فتناوَلَ الْيَهُودُ أَيضًا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوه. أجابهم يسوع: أعمالًا كثيرة حسنة أرَيتُكم من عند أبي. بسبب أيّ عمل منها ترجمونني؟ أجابَهُ اليهود قائلين: لسنا نرجمك لأجل عمل حسن، بل لأجل تجديف، فإنّك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها}+ يوحنّا 10: 30-33