الجزئية السابعة: تعارض مقولة النساء:157 مع الإنجيل ومع التاريخ
تبدو لي أهميّة هذه الجزئية في مستوى أهميّة الجزئية السابقة؛ وهي أنّ التهمة الموجَّهة إلى اليهود، حسب تقويل القرآن، متعارضة مع حقيقتين، إنجيليّة وتاريخيّة، قائلتين بأن الذي قرّر صلب المسيح هو بيلاطس البنطي- الوالي الروماني- لا اليهود! وأنّ الذين نفّذوا أوامر جَلده وصَلبه حتّى الموت هم الجنود الرومان لا اليهود! إذ لم يكن في وسع رؤساء اليهود اتّخاذ قرار بقتل المسيح، خشية ثورة الشعب عليهم؛ سواء من أتباع المسيح ومن الحاصلين على معجزاته ومن شهود العيان عليها، قطعًا من الجنسين. فشعبيّة المسيح كانت قويّة وواسعة: {ولمّا طلَعَ الصُّبحُ، تَشاورَ جميعُ رُؤساءِ الكَهنة وشُيوخُ الشَّعب على يَسوعَ ليَقتُلوه. ثُمَّ قَيَّدوهُ وأخَذوهُ وأسلَموهُ إلى الحاكِم بِيلاطُس}+ متّى\ بداية الأصحاح 27 فلو كان في وسع اليهود أن يقتلوه، لما أسلموه إلى الحاكِم بيلاطُس ليحكم عليه! بل كان دورهم تحريضيًّا ضدّ المسيح وضاغطًا على الوالي الروماني، لأنّ المسيح أكّد لرئيس الكهنة صحّة "التهمة" الموجّهة إليه بأنه {المَسِيحُ ابنُ الله}+ متّى 26: 63-64 و27: 43 خلال المحاكمة اليهودية.
وقد رأينا تاليًا أنّ عسكر الوالي نفّذ جَلْد المسيح وصلبه حتّى الموت، كما تقدَّم، ثمّ سمح الوالي نفسه ليوسف الرامي بأنْ يُعطى جَسَدَ يسوع: {فأخَذَ يوسُفُ جَسدَ يَسوعَ ولفَّهُ في كفَنٍ نظيف، ووضَعَهُ في قبر جديد كانَ حَفَرَهُ لِنفسِهِ في الصَّخر، ثُمَّ دَحرجَ حجرًا كبيرًا على باب القبر ومضى}+ متّى 27: 59-60