الجزئيّة الخامسة: تلقيب عيسى بالمسيح
لقد أطلق محمد على "عيسى" لقب المسيح بعد هجرته إلى يثرب (المدينة) ما لم يجرؤ عليه في مكّة ولا سيّما في حياة ورقة بن نوفل النصراني، ممّا يأتي في القسم السادس، فما اعترف اليهود يومًا بأنّ "عيسى ابن مريم" هو المسيح، لأنهم لو اعترفوا به لأصبحوا مسيحيّين! إذ كانوا ينتظرون مجيئه على أحرّ من الجمر لكي يحرِّرهم من حكم الرومان. فلأيّ سبب يقتلونه بدل الترحيب به والتهليل والتسبيح، كما حصل حينما دخل إلى أورشليم يوم الشعانين الشهير؟ فلم يلتفت مفسِّرو القرآن إلى هذه الحقيقة! وفي هذه الحقيقة أيضًا أنّ مِن اليهود طائفة النصارى التي آمنت بأنّ يسوع الناصري نبيّ من الله وأنه صُلِب ومات وقام من الموت، كما يؤمن المسيحيّون اليوم تمامًا، لكن بدون اعتراف بأنّه المَسِيّا المتنبَّأ عنه في كتب اليهود. لذا فإنّ أغلب الظّنّ أنّها انتظرت المَسِيّا، شأنها شأن اليهود.