06 - 08 - 2016, 01:37 PM
|
رقم المشاركة : ( 11 )
|
† Admin Woman †
|
رد: وقفة بين الكتاب المقدَّس وبين غيره - مصلوب ما صلبوه ولا شُبِّه لهُمْ!
الجزئيّة الثالثة: تقديم القتل على الصلب
في ذهني أنّ سبب تقديم محمّد القتل أمام الصَّلب واحد من احتمالين؛ الأوّل أنّه استند على عادة مِن عادات صعاليك العرب: قتل العدوّ ثمّ صلبه. وهذا بالضبط ما فعلت داعش ببعض القتلى في الشام والعراق، إذ قتلتهم ثمّ صلبتهم. أو أنّه استند على آية توراتية وتحديدًا التالي: {وإذا كان على إنسان خطيَّة حقَّها الموت فقُتِل وعَلَّقْتَهُ على خشبة فلا تَبِتْ جُثَّتُهُ على الخشبة، بل تدفنه في ذلك اليوم، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ ملعون من الله. فلا تنجِّس أرضك التي يعطيك الرب إلهك نصيبا}+ التثنية 21: 22-23 ومعلوم أنّ الفترة الزمنية ما بين السيد المسيح وبين موسى النبي، كاتب أسفار التوراة الخمسة، حوالي 1500 سنة. فربّما ألقى محمّد بظلّ شريعة توراتية خاصّة، قُصِدَ بها تنبيه الإنسان القديم إلى عاقبة اقترافه جريمة ما، كالقتل والزنا، على قضيّة صلب عيسى، ما يدلّ على أنّ محمّدًا أدرك أنّ في العهد القديم رموزًا إلى العهد الجديد وأنّ في العهد الجديد إشارات إلى العهد القديم. لكنّ هذا الاحتمال مستبعَد من دائرة تقديري، لأنّ محمّدًا سلك كما أوحِيَ إليه وكما رَغِب وكما حُبِّب إليه- حسب فهمي سياق القرآن العام ولا سيّما إشكاليّة الناسخ والمنسوخ.
لكنّ المهمّ تاليًا أنّ محمّدًا لم يستند على رواية الصلب الإنجيلية، لا من قريب ولا من بعيد، كأنما نفى صلب شخص آخر قيل عنه إنّه قُتِل ثمّ صُلِب. لأنّ مَن يرجع إلى الإنجيل يجد في عظة بطرس الرسول تقديم الصلب أمام القتل: {أيها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال: يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قِبَل الله بقوّات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم، كما أنتم أيضا تعلمون. هذا أخذتموه مُسَلَّمًا بمشورة الله المحتومة وعِلمِه السابق، وبأيدي أثمة صلبتموه وقتلتموه}+ أعمال الرسل 2: 22-23 حسب ترجمة فان دايك. وفي الترجمة المشتركة: {وحينَ أُسلِمَ إلَيكُم بمَشيئة الله المَحتومَة وعِلمِهِ السّابق، صَلبتُموهُ وقتلْتُموهُ بأيدي الكافِرين}+ وقد قُصِد الرومان بالأثمة وبالكافرين لأنهم كانوا وثنيّين.
ـــ ـــ
|
|
|
|