ردّي على شبهة الإغماء
إنّ موضوع التأكّد من موت المسيح بعد صلبه حاصل لا غبار عليه، إلّا أنّ عيون بعض الجهلة قد امتلأت قذى؛ إذ عثرت على بدعة تبنّتها الطائفة الأحمدية، الكافرة حسب السنّة وحسب الشِّيعة أيضًا، ومنها الدّجّال المهزوم أحمد ديدات، ادّعى مبدعها (أنّ المسيح لم يمت لكن أغمِيَ عليه) وجعبته قطعًا مفلِسة، خالية من أيّ دليل ومن أيّ برهان، شأنه شأن معتوه! فأجبت بسؤال: من جهة؛ هل تعرف- أيها المبدع- عدد حالات الإغماء التي قد يتعرّض لها كائن حيّ وأسبابها، أم أنّك تخرّجت في جامعة ليست كسائر الجامعات في العالم المتقدِّم وغير معترف بها، فأيّة حالة منها قصدت؟
ومن جهة أخرى؛ هل يتوقّف المُغمَى عليه عن التنفّس نهائيًّا؟ كلّا، وإلّا فإننا نصل إلى النتيجة المعلنة في الإنجيل، أي موت المسيح. فإذا تأمّل أيّ عاقل في قولك (إنّ المسيح لم يمُت لكن أغمِيَ عليه) ابتداء بوقت إنزاله من الصليب والحاضرون ينظرون إليه [تحقيق نبوءة النبي زكريّا 12: 10 التي أشار إليها يوحنّا 19: 37] حتّى إيصاله إلى القبر، بعد قطع مسافة بعيدة نسبيًّا، فما كان الرومان الذين صلبوه عميان! ولا شيوخ الشعب اليهودي من الحاضرين عمليّة الصَّلب حُولًا! ولا ارتاب في موته يوسف الرّامي الذي وضع جسد يسوع في القبر. وماذا عن النّساء اللواتي كنّ واقفات عند الصليب وبينهنّ أمّ المسيح والتلميذ الذي كان يسوع يحبّه (يوحنّا الإنجيلي) برفقتها؟