لكنّ الكذب وصل إلى درجة افتراء بعضهم على الكتاب المقدَّس لمصلحة الإسلام؛ وفق التقيّة التي في القرآن ووفق الكذب الذي رخّص محمد في ثلاث (في حديث صحيح) فأسقط المفترون عليه شبهة التحريف، متجاهلين دلالات الافتراء أو جاهلين، لأنّ الافتراء على الكتاب المقدَّس يقلِّل من شأن الله في حفظ كلامه! وهنا يكمن غباء المفترين؛ فإمّا عجز الله من حفظ كلامه، منذ تدوين التوراة بقلم موسى النبي حتّى ختم الكتاب المقدّس في القرن الرابع الميلادي، فكيف يحفظ القرآن الذي قيل عنه (موحًى به من الله) أفما ناقض المفترون أنفسهم بأنفسهم من جرّاء هذا الافتراء؟ هذا من جهة الله. أمّا من جهة الإنسان فإنّ تحريف الكتاب المقدَّس مستحيل لأسباب عدّة، ما يزال المسيحيّون ينشرونها، يوميًّا تقريبا، كلًّا حسب اجتهاده أو نقلًا عن مجتهد، لأنّ المفلِسين من إمكانيّة الرّدّ على الانتقادات الموجّهة إلى القرآن كُثر. فلم يجدوا لهم من حيلة سوى إسقاط شبهة التحريف التي لحقت بالقرآن، من السّنّة ضدّ الشّيعة والعكس، على الكتاب المقدَّس. فمن أسباب استحالة تحريفه:-
أوّلًا؛ أنّ مخطوطات الكتاب المقدَّس الأصلية محفوظة بأمان، في أزيد من مكان، لا يستطيع أذكى اللصوص الوصول إلى جميع أمكنتها، في حال تمكّنه من الوصول إلى واحد منها افتراضًا. عِلمًا أنّ عدد المخطوطات مُعَدّ بالآلاف. فماذا يحرّف قاصد التحريف وكيف يعثر على لِفافة المخطوطة المطلوب تحريفها وماذا يجعل النّصّ الجديد في وقت انتشار النّصّ الأصلي بلغات العالم الحيّة؟ فهل في العالم غباء يشبه غباء المدّعين بتحريف الكتاب المقدَّس؟ وصفهم بالغباء غير كافٍ لكني اكتفيت به.
ثانيا؛ ما مذهب المحرِّف؟ فالملحد لا تعنيه وثائق الكتاب المقدَّس بشيء.