إزالة برقع خيبة الأمل
يوجد تفسير آخر لهذه الفقرة ينسجم مع ما سقناه في السابق. فبعد ما خرجت النفس حسب كلمة العريس، بحثت عنه ولكنها لم تجده. ونادت عليه وهو الذي لا يمكن أن يحتويه أي اسم. وأعلمها الحراس أنها تحب من لا يمكن الحصول عليه وذهبت وراء من لا يمكن الأمساك به. فضربوها وجرحوها وضايقوها. وزاد ضيقها لأن رغبتها في محبوبها وشوقها لرؤية جماله لم تتحقق. ولكن إزاحة برقعها (خيبة الأمل) أوضح للعروس أن الاشباع الحقيقي لرغبتها هو في اِستمرار تقدمها في البحث والارتفاع: وكلما تحققت رغبتها، تحفزها لتوليد رغبة أعلى نحو السمو الغير محدود والغير مُدرك. لذلك أُزيح برقع خيبة الأمل، وسوف ترى العروس جمال حبيبها الغير مُدرك خلال الأبدية كلها. وازدادت حرارة شوقها وأخبرت بنات أورشليم بخروج قلبها لأنها اِستقبلت سهم الله المختار بداخلها. فقد ضرب طرف سهم الإيمان قلبها وماتت بجرح سهم الحب. يقول يوحنا:”الله محبة” يوحنا8:4، له العظمة والقوة إلى الأبد آمين.
يتبع…..
القديس غريغوريوسالنيصي