دخول الموت إلى الإنسان
فصل الإنسان نفسه بعيدًا عن ثمار الأعمال الطيبة وامتلأ بالثمار المهلكة من خلال العصيان (اسم هذه الثمار هو الخطية التي تؤدى إلى الموت). ثم مات الإنسان مباشرة عن الحياة الطيبة، لأنه استبدل الحياة المقدسة بأخرى حيوانية دون تعقل. وعندما اختلط الموت بالطبيعة البشرية، انتقل بالوراثة إلى الأجيال المتعاقبة من الأبناء. لذلك أصبحت حياتنا موتًا، لأنه على أية حال، ماتت حياتنا في الحقيقة لأنها أصبحت محروقة من الأبدية. ولكن الشخص الذي يعلم أنه بين نوعين من الحياة يتمكن من أن يعبر من الحياة المائتة إلى الحياة الأبدية. ويمكنه أن يعمل هذا بواسطة إزاحة الأولى الرديئة، وهكذا يعطى انتصارًا للثانية. لذلك استبدل الإنسان بواسطة الموت الحياة الحقيقية وإختار لنفسه الحياة المائتة. ولكنه إذا يموت أي يتنكر لهذه الحياة المائتة الحيوانية فإنه يتمكن من العبور إلى الحياة الأبدية. وبدون شك لا يمكن لأي شخص أن يدخل حياة النعمة إلاّ إذا مات عن الخطية. ويفسر النص في سفر التكوين هذه الفكرة قائلاً كان هناك شجرتان عند مركز الجنة، واحدة منها موجودة بالطبيعة، والأخرى تلتها بعد فترة ومعها أمر بالمنع. يحدث تبادل الحياة والموت من خلال المشاركة أو عدمها بالنسبة إلى نفس الشيء. ويمكن تفسير ذلك كالآتي: الذي يعمل الشر يُعتبر ميتا بالنسبة للحياة الطيبة. أما الذي يعيش في الفضيلة ويعمل الخير فإنه يموت بالنسبة للشر لذلك تظهر يدَّىْ العروس ملأي بالمرّ، وبموتها عن كل الخطايا تقوم لتقيم مدخلاً للكلمة. والكلمة الذي يدخلها هو الحياة.