كانت جنة الله للإنسان، وكانت تعج بالحياة لوفرة ما كان بها من أشجار. وكانت وصايا الله هي قانون الحياة الذي وعد أن يبقى الإنسان حيّا إلى الأبد. وفي مركز الجنة زُرعت شجرة تفيض بالحياة: كم هو ضروري أن نفهم ماذا تعني هذه الشجرة التي كانت ثمرتها هي الحياة! وعلى الجانب الآخر كانت توجد شجرة تُسبب الموتُ وثمرتها تجلب الخير والشر. وكانت هي الأخرى موجودة في مركز الحنة. ولا يمكن أن تحتل هاتان الشجرتان نفس المكان في مركز الجنة: فإذا كانت أحداهما في المركز فلابد للأخرى أن تبتعد عنه. فمركز الدائرة هو النقطة التي تبعد بمسافات متساوية من المحيط. ولما كان للدائرة مركز واحد فلا يمكن أن يكون لها مركزان يحتلان نفس المكان. فإذا أخذنا نقطة أخرى كمركز للدائرة مكان المركز الموجود حاليًا فيلزم أن نعمل دائرة أخرى. لذلك فالمركز الأول لا يصلح أن يكون مركزًا للدائرة الثانية. ولكن يذكر الكتاب أن كلا من الشجرتين توجدان في مركز الجنة، وأن لكل منهما قوة معارضة للأخرى (تك 9:2،3:3). أعنى أن إحدى الشجرتين تعطى الحياة بينما ثمرة الأخرى تسبب الموت. يسمى القديس بولس الثمرة الأخيرة بالخطية، قائلاً: “لأن أجرة الخطية هي الموت” رومية 23:6
الدرس الذي يلزم أن نتعلمه هنا هو أن الحياة هة في مركز نباتات الله. أما الموت فلم يُزرع ولم يكن له جذور أو مكان خاص به، نتيجة لعقمة في الحياة لا يشترك في الخير وليس له جدوى أو ثمرة للأحياء. كانت شجرة الحياة في مركز جميع الأشياء التي زرعها الله، إلا أن طبيعة الموت هي أنهاء أو توقف الحياة. فشجرة الموت توجد في الجنة، وتُقدم لنا رمزيًا وتحمل ثمرتها صفات القوة المتعارضة.