لتحيا فينا الفضيلة وليمت الشر
حرية الإرادة:
لطبيعتنا وجهان: أحدهما شفاف سرِّي وخفيف والآخر سميك ومادي وثقيل. لذلك فحركة كل منهما لها نشاط معيّن لا يمكن أن يتبادلها مع الوجه الآخر. فالذكاء والنور هما من صفات النشاط الذي يرتفع إلى أعلا، بينما النشاط المادي ثقيل الوزن يميل إلى أسفل ويتم هناك. وبما أن طبيعة نوعّىْ النشاط هذه متعارضة ومتضادة في الاتجاة، فإن حركة أحدهما لا تعمل بكفاءة إلاّ إذا أبطأت الأخرى في حركتها. ولنا قدرتنا على الاختيار الحرّ بين هذين النشاطين، ويمكن لهذه القدرة تغيير النشاط الضعيف إلى نشاط قوى أوالعكس: فالإرادة هي التي تضمن انتصار النشاط التي تدعمه. لذلك يمدح الإنجيل (مت45:24) العبد الأمين الحكيم الذي أقامه سيده على خَدَمِةِ ليعطيهم الطعام في حينه. (ويمثل العبد، في رأيى إرادتنا الحرة). لقد مُدح لأنه حفظ منزل سيده بتحطيم أعدائه. ويُعتير تحطيم الأعداء غذاء وصحة لما هو صالح). وعلى جانب الآخر، فإن العبد الشرير الذي يصادق السكارى، يُدان لأنه يُسئ معاملة خُدّام بيت الله ويضربهم.
تنال الفضيلة ضربة قوية عندما ينتصر الشر. لذلك ننال الخير إذا تحمسنا لكلمة النبي، وهي، أن نبيد كل صانعي الشر الموجودين في الأرض، في الصباح الباكر، ونُبعد كل الأفكار الشريرة عن مدينة الله (المدينة هي النفس) (مز 8:101). فينتعش فينا النشاط الخيّر بعد إزالة الشرور من نفوسنا. بذلك يمكننا أن نعيش بعد الموت، لأن واحدًا مما بداخلنا يموت، بينما يعطى كلمة الله الحياة للآخر. كما يقول النبي “أنا أُميت وأُحيي” (تث39:32). لذلك عاش بولس بعدما مات، وتقوى في الضعف، واِستمر في جهاده وهو مربوط بالسلاسل،وكانت له ثروة في الفقر وكان غنيًا وهو لا يملك شيئًا، وكان حاملاً في جسده كل حين إماتة الرب يسوع المسيح (2 كو 10:4).
ولكن دعونا نرجع إلى مناقشتنا، وهي، أن النفس تقوم وترتفع من خلال الموت. (فإذا لم تمت فإنها تظل مائتة إلى الأبد وغير قادرة على الحياة. فبالموت تمر النفس إلى الحياة وترفض كل شيء يُسبب الموت). تؤكد العروس هذه التعاليم لنا: “قمت لأفتح لحبيبي ويداي تقطران مرّا، وأصابعي مر قاطر على مقبض القفل“.