أصابع الفضيلة
يفسر النشيد كل عمل تقوم به الفضيلة باستعمال كلمة “أصابع”. ويمكننا فهم ذلك بالمعنى الآتي: “لقد اكتسبت قوة القيامة من الأموات بإماتة أعضاء جسدي على الأرض. وقد أخذت بحرية هذا الالتزام بالإماتة، وكأن المرّ الذي فاض من يدىّ ناتج عن إرادتى الحرة. لذلك يظهر نفس الاِتجاه باِستمرار في جميع أعمال الفضيلة التي تعرف بأسم “أصابع”.
أما هؤلاء الذين يمارسون الفضيلة فقد يكون بعضهم ميتًا بالنسبة لأحد الأهواء بينما حيّا بالنسبة لأهواءٍ أخرى. فنلاحظ أن البعض يميت حياة الافراط (الملذات) بينما لا يزالوا يمارسون الكبرياء أو اهواء أخرى مدمرة للنفس مثل حب المال والغضب والطمع وحب الظهور أو شيء آخر من هذا القبيل. فإذا ارتبطت هذه الاهواء الشريرة بالنفس، لايظهر المرّ في أصابع الشخص، لأن الأماتة والانفصال عن الشر لا تمتد إلى جميع نواحى حياته.
تنهض االنفس وتفتح للعريس، عندما تمتلئ الأصابع بما نطلق عليه المرّ. لذلك يظهر أن القديس العظيم بولس قد فهم تمامًا قول السيد المسيح: “الحق الحق أقول لكم إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتمت فهي تبقى وحدها. ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير” يوحنا24:12.علّم بولس هذه النظرية للكنيسة، فيتقدم الموت على الحياة، لأن الحياة لاتدخل إلى الشخص إلا بعد أن يمر في بوابة الموت.