عندما تتأمل النفس هذه العجائب فإنها تعترف بصاحب هذه الأعمال. أيضًا تقودنا التغييرات التيستحدث في نهاية العالم إلى حياة عظيمة فوق كل مانتصور وكما يقول السيد المسيح: “السماء والأرض تزولان” (مت35:24). بعد ذلك سوف لانعرف الله من خلال أعماله كما نعرف الآن (1 كو 12:13) ولكننا سوف نفهم صورة الجمال الذي لا يمكن التعبير عنه غير أننا سوف نتمتع به (1 كو 6:2). وفي نفس الوقت تتكون حدود معرفتنا بمن ريمكن إدراكه بواسطة عمله في الخليقة الذي ترمز له بيدىّ العريس. وبواستطهمالاتطأ أقدام النفس التي تطهرت من الحياة المادية حتى لاتتلوث خطواتها وتمنعها من توقع دخول العريس إلى بيتها.
تمتعن العروس بتأمل يد العريس التي تمثل قدرته على العمل “حبيبي مد يده من الكوّة” لا تتمكن الطبيعة البشرية من احتواء الطبيعة الإلهية الغير محدودة. وتقول العروس: “فأنّت على أحشائي”. تُشير كلمة “تعجب” إلى الآندهاش والاستغراب عند رؤية هذه المعجزة. تتعجب كل نفس بما لها من قدرة للفهم بالأعمال المبهرة ليد الله التي تفوق قدرات الإنسان، لأن الطبيعة الإلهية التي تعمل هذه العجائب لا يمكن فهمها أو احتوائها. فكل مخلوق حي هو عمل هذه اليد التي ظهرت في الكوّة. لذلك يصرخ يوحنا في إنجيله قائلاً: “كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان” (يو3:1). ويعبر النبي إشعياء عن نفس الفكرة، فيسمى اليد قوة الله للعمل: “كل هذه صنعتها يدي فكانت كل هذه يقول الرب” (إش 2:66). لا يتمكن عقل الإنسان من فهم هذا الآنجاز: جمال السماء بما فيها من نجوم والشمس وعجائب الخليقة الأخرى. غير أن قلب الإنسان يخاف من قوة الله. فإذا كان الإنسان لا يفهم كل أعمال الله، فكيف يتمكن من فهم الله الذي يعلو على ما في الخليقة؟