قد نستبعد درسًا من النشيد إذا راجعنا دراسة هذا المحتوى. تمتلك النفس البشرية طبيعتين: جسدية وفكرية والأخيرة نقية بينما الجسدية غير منطقية وهي التي تكوّن مادة الجسم. تتوجه النفس إلى أعلى من خلال الفضيلة عندما تتطهر من العادات الخاطئة للحياة الأرضية، وتنظر إلى ما هو طبيعى ومقدس. أنها لاتتوقف عن البحث في أصل الحق والخليقة ومصدر الجمال فيها، الذي تنبع منه القوة والحكمة التي تظهر فيه. تحرك الحكمة جميع أفكار الشخص، وقدراته للبحث. كما تثير غريزة حب الأستطلاع فيه! تُحدد الحكمة إدراكنا لله وهي العملية المقدسة الوحيدة التي تأتي إلى وجودنا المائت لغرض منحنا الحياة وبطريقة مشابهة تتحرك المياه بواسطة الريح ولاتبقى على حافة البحيرة ولكنها تصبح ينبوع مندفعًا ومرتفعًا بالمياه مكوّنا موجه عالية. فإذا ما وصلت إلىأعلى ارتفاع ظاهر للمياه، تختلط بالهواء ثم تهدأ حركة الريح في المستوى العالى. هكذا الحال في النفس التي تبحث عن الله. تبتدئ النفس من أسفل في محاولة لمعرفة ما هو وراء حدود المقدرة البشرية إلى فهم أعمال الله العظيمة. ثم تصبح غير قادرة على الاِستمرار إلى الأمام لكي تفحص بدقة هذه الأعمال، وبدلاً من ذلك نتعجب وتعبده لأنه هو وحده الذي يُعرف بأعماله. ترى النفس جمال السماء وأبدًاع مصادر الضوء وسرعة دوران الأرض حول محورها والنظام المحكم للأشياء وتوافق مدارات النجوم والدورة السنوية بفصولها الأربع. يحفظ الله الأرض الذي يحتضنها وهو يُغير وظائف النجوم. وهو يقوت ويحفظ الآنواع العديدة المتباينة من الكائنات الحية: الأحياء المائية، الطيور، الأحياء الأرضية كالنباتات كميّاتها والفرق بينها وصفات الفواكه والعصارات، وتُظهر هذه كلها قوة الله.