وبعدما سكت الذين كانوا ينصتون إلى العروس فيقول النص: “افتحي يا أختي يا حبيبتي يا حمامتي يا كاملتي لأن رأس قد امتلأ من الظلّ وقصص من ندى الليل” (نش 2:5). إن تفسيري سيساعدك على فهم معنى هذا النص. أبتدأ ظهور الله لموسى العظيم خلال النور (خر 18:19)، وبعدها كلمة من خلال السحاب (خر 21:20). وبعدما ارتفع موسى إلى أعلى وأصبح أكثر كمالاً، رأى موسى الله في الظلام (خر 15:24-18). نتعلم من هذا المثال أن ابتعادنا عن الأفكار الغير صحيحة الخادعة عن الله هو انتقال من الظلام إلى النور. بعد ذلك يقود الفهم الدقيق للأشياء المخفية، والنفس لمعرفة طبيعة الله الغير منظورة، من خلال الرؤى التي يُرمز لها بالسحاب، وهو لا يسمح بالرؤية الكاملة لما يوجد خلفه. ولكن تتعود النفس بالتدريج أن ترى ما يختفي وراءه. وأخيرًا تُقاد النفس إلى أعلى، وتنسى ما تتمكن الطبيعة البشرية من فهمه، وتدخل إلى قدس معرفة الله حيث تحاط من كل جانب بالظلمة المقدسة. وتتخلى النفس عن كل شيء آخر، أي المظاهر والأفكار، والشيء الوحيد الباقي لفهمها هو حيث يسكن الله الغير منظور والذي لا يمكن الوصول إليه. يقول الكتاب من معُطى الشريعة: “وأما موسى فقد اقترب من الضباب حيث كان الله” (خر 21:20).