يوجد للمتعة وجهان: أحدهما يتأثر بالروح الخالية عن الهوى، والثاني يتأثر بأهواء الجسد. وما تختاره منهما الإرادة الحرة، ويقوى على الآخر. فإذا اِهتم شخص بالحواس واِنجذب ناحية متعة الجسم فسوف يعيش حياته دون أن يتذوق الفرح المقدس، لأن الحق يختفي بما هو دنيء. أما هؤلاء الذين يبغون وجه الله، فإن الخير ينتظرهم، إنهم يعملون بكل جهدهم أن يبتعدوا عن كل ما يرتبط بالحواس. لذلك عندما تتمتع النفس بما هو أسمى من الوجود فإنها سوف لا تهتم بما يؤدي متعه الحواس. إنها تأمر جميع الميول الجسدية بالتوقف، وترى النفس الله في تأملاتها المقدسة برؤية داخلية نقية. ليتنا نتجول ونكون مستحقين من خلال هذا النوم الذي يتكلم عنه النشيد لكي نحفظ أرواحنا مرتبطة بالمسيح يسوع ربنا، له المجد إلى الأبد آمين.
يتبع…..
القديس غريغوريوسالنيصي