شارك القديس بطرس في هذا النوع من الغيبة عندما كان جوعانًا ومخمورًا في نفس الوقت. كان بطرس جوعانًا قبل أن يقدم له الغذاء المادي وأراد أن يتذوقه، وبينما كان أعضاء عائلته يجهزون الطعام (أع 10:10) جرب بطرس هذه الغيبة المقدسة الصاحية. وخرج من نفسه بواسطتها ورأى الرؤيا الآتية: “فرأي السماء مفتوحة وإناء نازلاً عليه مثل ملاءة عظيمة مربوطة بأربعة أطراف ومدلاة على الأرض. وكان فيها دواب الأرض والوحوش والزحافات وطيور السماء. وصار إليه صوت قم يا بطرس وإذبح وكل. فقال بطرس كلا يا رب لم آكل قط شيئًا دنسًا أو نجسًا. فصار إليه أيضًا صوت ثانية ما طهره الله لا تدنسه أنت. وكان هذا على ثلاث مرات” (أع 10: 11-15). نتعلم من الصوت الذي ناداه في المرة الأولى أن الله الآب هو الذي يُطهر، وفي المرة الثانية أن الابن الوحيد هو الذي يُطهر وفي المرة الثالثة أن الروح القدس هو الذي يطهر كل شيء. تحدث هذه الغيبة من الخمر الذي يقدمه الله لكل من يجلس على مائدته. فالله يُشجع بحق كل من يعيش حياة الفضيلة ويقترب منه، وليس البعيدين عنه: “كلوا أيها الأصحاب اشربوا واسكروا أيها الأحياء”. “لأن الذي يأكل ويشرب بدون اِستحقاق يأكل ويشرب دينونة لنفسه غير مميز جسد الرب” (1 كو 11: 29)، فهو يطلق كلمة “إخوة” على المستحقين لهذا الطعام. “لأن من يصنع مشيئة الله هو أخي وأختي وأمي” (مر 3: 35).