“ليأت حبيبي إلى جنته ويأكل ثمرة النفيس” [ع16]. أنه لتعبير جريء من نفس ممتلئة حماسًا وروعة ترتفع على كل تعجب. من تدعوه العروس لوليمتها التي تتكون من فاكهتها الخاصة؟ لمن تُجهز العروس ولِيمتها التي أقامتها من مصادرها الخاصة؟ من تدعوه العروس لكي يأكل مما عرضته؟ “هو الذي منه وبه وله كل الأشياء” (رو 11: 36). أنه يعطي كل شخص طعامه في حينه (مز 145: 15)، يفتح يده ويملأ كل كائن حي بالنعيم. هو الخبز النازل من السماء (يو 6: 41)، هو الذي يعطي الحياة للعالم ويجعل المياه تفيض من نبعه الخاص للحياة. هذا هو الواحد الذي تُرتب العروس له مائدتها. وهي الحديقة التي تنبت منها أشجار حيّة. ترمز الأشجار إلينا وتُشير أرواحنا المُخلصة إلى الطعام المُقدم له. وقال لتلاميذه: “أنا لي طعام لآكل لستم تعرفونه أنتم” (يو 4: 32، 34). تتميم إرادة الله المقدسة: “فهو يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون” (1 تي 2: 4). فهذا الخلاص هو الغذاء الذي يُجهز له. تعطي إرادتنا الحرة الثمرة لله وهي أرواحنا، ليقطفها من على غصنها الصغير. تمتعت العروس في البداية بثمرة التفاح حلوة المذاق قائلة “وثمرته حلوة لحلقي” (نش 2: 3). ثم أصبحت هي نفسها الثمرة الجميلة الحلوة التي قُدمت للراعي ليتمتع بها.