اعتقد أن النص يعلمنا أن العناصر المتضاربة تختلف في طبيعتها ولا يمكن أن توجد في مكان واحد في نفس الوقت. لا توجد شركة للنور مع الظلمة، كما يقول القديس بولس. (2 كو 6: 14)، ولكن إذا انسحب كل الظلام يلزم للنور أن يأخذ مكانه، وأيضًا متى أُزيل الشرّ فإن الفضيلة تأخذ مكانه. وعند ما يتم هذا فإن قوة الجسد لا تتمكن من مقاومة الروح القدس، فإماتة الجسد تفقده معارضة الروح. فيصبح الجسد وديع الطباع في جميع الظروف وخادمًا مطيعًا لحكم الروح القدس. فعندما يختفي الجندي الخبيث القاسي وشره، يحل محله الجندي المسلح بالفضيلة، وهو يلبس درع البرّ على صدره ويحمل سيف الروح القدس ويحميه سلاح الله الكامل وخوذة الخلاص وترس الإيمان وسيف الروح (أف 6: 14-17). لذلك يسلك الجسد كخادم للسيد وهو العقل، ويستجيب لكل أوامره في الفضيلة التي تعمل لخدمة الجسد. ويوضح النص ذلك بقوله أقول لخادمي، اِعمل هذا فينفذه.