في إحدى زيارتي للعائلات بسانتا مونيكا، كاليفورنيا، إذ وقفت بالسيارة جاء الصبي يلتقي بي متهللًا و وراء كلبه الصغير الذي كان يلعب معه في الحديقة أمام المنزل.
- أراك مسرورًا بالكلب!
- نعم، إني أحبه جدًا... ألعب معه ويلعب معي.
- ماذا دعوته؟
- لاكي Lucky.
- هل تحبه أكثر من أختك؟
- بالتأكيد!
- هل تحبه أكثر من زملائك في المدرسة؟
- نعم، فهو لا يهينني. لا يقول لي: "أنت سمين...أنت غريب الأطوار...أنت قبيح" كما يفعل زملائي ويهينوني...
خرجت كلمات الصبي من أعماق قلبه وهو مرّ النفس. لقد وجد في كلبه الصغير الحب، يعطيه أغلب وقته ليلعب معه، الأمر الذي لا يقدمه له أفراد أسرته. يداعبه ويعبِّر بطريقة أو أخري عن فرحه به ولا يهينه كما يفعل زملاؤه. لقد أشبع الكلب الصغير احتياجات صبي صغير الأمر الذي لم يقدمه له أسرته ولا زملاؤه!
قلوب كثيرة تحتاج إلى حبك لتعطيها من وقتك و رقتك، ولا تجرح مشاعرها ولو على سبيل المزاح!
_*_*_*_*_*_*_
هب لنا يا رب أن نشبع قلوب أخوتنا بالحب،
فلا يطلبونه من كلب أو قطٍ،
ولا يستجدونه بطريقٍ أو آخر!
املأنا بعمل روحك المفرح،
فنفيض بالتهليل على أخوتنا.
لا تخرج من فمنا كلمة جارحة،
ولا تصدر عن ملامحنا حركة فيها سخرية.
هب لنا أن نحترم كل نفسٍ بشرية.
وألا نستخف بطفلٍ أو رضيعٍ،
يا من تحملنا في أحضانك الأبوية.