1- موضوع الإيمان:
لقد تكلم المسيح مع تلاميذه، وبعد ما أعلن لهم أن واحداً منهم سيسلمه، وأنه ذاهب إلى حيث لا يقدرون هم أن يتبعوه، ولكي يثبِّت ويهدئ قلوبهم المضطربة قال لهم: «لا تضطرب قلوبكم. أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بى» (يوحنا41: 1).
إن يسوع هنا يطلب من تلاميذه أن يؤمنوا بشخصه نفس إيمانهم بالله، لذا فلا نسمعه يقول أنتم تؤمنون بالله وآمنوا بي، بل يقول فآمنوا بي، أي أن موضوع الإيمان واحد، لأنه هو الله الظاهر فى الجسد.
وكون الله موضوعاً للإيمان، لهو من الأمجاد الإلهية الخاصة به تعالى اسمه، ولكن الكتاب المقدس يقدِّم لنا المسيح فى أماكن عديدة كمن هو موضوع الإيمان، بل هو يَعِد كل من يؤمن به أن ينال باسمه غفران الخطايا، وذلك بشهادة جميع الأنبياء، وأن يكون له الحياة الأبدية. «له يشهد جميع الأنبياء أن كل من يؤمن به ينال باسمه غفران الخطايا» (أعمال10: 43). «الذى يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذى لا يؤمن بالابن لن يرى حياة، بل يمكث عليه غضب الله» (يوحنا3: 36). والإيمان باسمه لا يخلِّص فقط، بل يؤمِّن الحياة ويحصّنها لأن «اسم الرب برج حصين. يركض إليه الصدّيق ويتمنع» (أمثال18: 10). فهو ملجأ المؤمنين يه فى أزمنة الضيق.
وفى اسمه الكريم يرفع كل مؤمن طلبته للسماء فُيستجاب له مِن قِبل الآب، كما وعد هو تلاميذه قائلاً: «الحق الحق أقول لكم إن كل ما طلبتم من الآب باسمى يعطيكم» (يوحنا16: 23). فيسوع هو موضوع الإيمان، الذى فيه بأمان تام نستطيع أن نضع ثقتنا.