زال الآن غموض النص وأصبح واضحًا لنا، فعندما يفحص شخصان المعنى اللفظي والروحي للنص كل على انفراد، ثم يسيران سويًا في الحياة فإن كلا منهما يولد ميلادًا له ناحيتان: فلا تأتي الروح قبل الجسد، ولا يُخلق الجسد قبل الروح، ولكن كلاهما يُخلقان في نفس الوقت. وغذاؤهما هو النقاوة والرائحة الزكية وكل ما تجلبه الفضائل بوفرة. ولكن يوجد من يرغبون في الهدم أكثر من البناء، وهؤلاء لم ينموا على الفضيلة بل وجدوا مسرتهم في الأشواك. سمعنا عن المثل: “من ثمارهم يُعرفون. هل يجنون من الشوك عنبًاء أو من الحسك تينا” (مت 7: 16). وهو يسمي الخطية ما أنتجته لعنة الحيّة من حسك وأشواك. نحتاج إلى عين مُميزة لكي نقارن بدقة بين النرجس والأشواك حتى نختار كل ما هو للخلاص ونرفض ما هو فاسد. ويصير الشخص الذي له مثل هذه العين الفاحصة صدرًا حنونًا لكل الأطفال. كما كان بولس العظيم (1 كو 3: 1-6)، ويغذي أطفال الكنيسة المولودين حديث باللبن. لقد ذكر النشيد ثديّ العروس التوأم المولودان سويًا اللذان قارنهما. بخشفتيّ ظبي، ليؤكد أهمية وسمو هذا العضو للكنيسة. يقود كل ثدي الشخص إلى مرعى النرجس النقي بواسطة الحكم الصحيح والتمييز بين ما هو مغذي وما لايحتوي على غذاء كالأشواك. ويقوده في ذلك المبدأ المسيطر الذي يُرمز إليه بالقلب الذي يغذي الثديين. لا يبخل الثدي عن إعطاء النعمة بداخله ولكنه بعطي حلمة الكلمة لكل من هم في حاجة إليه، وهكذا يوفر الغذاء لكل أطفاله (أنظر تس 2: 7).