يضف النص مدح مناسب لشفتيّ العروس بمقارنة جمالها “كسِلكة من القرمز” ويؤدي تفسيره إلى زينة حديثها الطلي. لقد تكلمنا على هذه الفقرة عندما ذكرنا أن جمال الشفتين تزينه ترتيب الأسنان، لأن فم الكنيسة يتكلم من خلال الأسنان. لذلك فالأسنان أولاً عارية ومغسولة ليست عقيمة وتحمل توائم، ثم تتزين شفتيّ العروس باللون القرمزي، بينما يوجد للكنيسة شفة واحدة وصوت واحد في اِنسجام مع الخير. يشمل جمال العروس ناحيتين: شفتا العروس تشبه سلكًا رفيعًا، وأيضًا لها لون الزهرة الجميل. وكلا الصفتان السلك الرفيع واللون القرمزي يحتفظان بجمالهما ووظيفتهما عند يُزينان فم الكنيسة. ويعلمنا مثال السلك أو الخيط الرفيع أن نكون على فكر واحد أي حبل واحد مكوَّن من خيوط عديدة. ويذكرنا اللون القرمزي بالدم الذي خلصنا، وأن نعترف دائمًا بأفواهنا بأن الدم هو الذي فدانا. تملأ الجاذبية شفاة الكنيسة عندما ينير إيمان اعترافنا ويمتزج إيماننا بالحب.
نقدم الملاحظات الآتية لكي يزداد فهمنا للتشبيه السابق فالإيمان هو السلك القرمزي الذي يتكون من الحب لأن اللون القرمزي يرمز إلى الإيمان ويُفسر السلك بالحب. يشهد الحق بأن شفتيّ العروس تتزينان بهذان العنصران. ولا تحتاج شفتيها الجميلتان شرحًا إضافيًا لأن الرسول أوضح ما يرمزان إليه بقوهل أن هذا الكلام هو ما نعلنه عن الإيمان: “لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع، وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبرّ والفم يعترف به للخلاص” (روم 1: 9-10). هذا هو الكلام البديع الذي يُزيّن الشفاه الكنيسة بالسلك القرمزي.