وتستقر العروس مرة أخرى في حالة أحسن عندما تأتيها دعوة ثانية تحفِّزها على ترك ظل الحائط وتذهب إلى ضوء الشمس المباشر، وتستريح في ملجأ الصخرة القريب من الحائط، وتفرح في الربيع، وتجمع الزهور الجميلة الجاهزة للقطب في موسم الأزهار الكامل. وجميع الأشياء الأخرى في هذا الفصل تؤدي إلى الابتهاج مع أصوات الطيور ذات الآنغام البديعة. وتصير العروس أكثر كما لا من خلال كل هذه الاشياء وتقول أنها مستحقة دون مواربة لترى وجه عريسها وتسمعه مباشرة دون وسطاء.
إنه من حق النفس أن تفرح لأنها وصلت إلى مراكزًا عاليًا أثناء صعودها إلى قمة رغباتها. ما هو أعظم من سعادة من يصل إلى رؤية الله؟ ولكن ما حققته هو بداءة لما تأمَّل فيه بعد ذلك. ومرة ثانية تسمع عريسها يشجع الصيادين لكي ينقذوا الكروم الروحية ويتعقبوا الحيوانات – هذه الثعالب الصغيرة – التي تُخرب الفاكهة. ومتى تحقق هذا يتحد العروسان: الله في النفس، والنفس مرة أخرى تسكن في الله. تقول العروس: “حبيبي لي وأنا له الراعي بين السوْسن”، هو نفسه الذي غيَّر الحياة الإنسانية من خيال الظلال إلى قمة الحق. لاحظ الارتفاع الذي صعدت إليه العروس، متقدمة من قوة إلى قوة كما يقول النبي (مز 84: 7)، وتظهر كأنها حصلت على قمة أمانيها. ما هو أعلى من أن تكون في المحبوب ويكون هو في نفسك؟ تشعر العروس باضطراب وحزن لأنها لم تحقق رغباتها وتظهر اِنزعاج نفسها عندما تصف كيف وجدت ما تبحث عنه.