نادى الكلمة بهذه التعاليم من خلال الشبابيك إلى عروسه، وهي الحمامة، استجابت له بجمال، لأنها استنارت بشعاع الفهم وتعرفت على الصخرة وهو المسيح. وهو يقول: “أريني وجهك، اسمعيني صوتك لأن صوتك لطيف ووجهك جميل” [ع14].
يمكن تفسير معنى هذه الآية كالآتي: لا تكلمني من الآن فصاعدًا برموز الآنبياء والوصايا. وحتى أراك اِظهر لي نفسك حتى آتي إلى داخل الصخرة، الإنجيل، وأترك خلفي حائط الوصايا. وحتى أسمعك اِجعل صوتك يرن في أذني. فإذا كان صوتك حلوًا جدًا من خلال شبابيك الآنبياء، فكم تكون رؤية وجهك الجميل مُجْلِبةً للحب والسعادة؟
فهمت العروس السر في صخرة الإنجيل التي قادها إليها الكلمة بطُرق عديدة ومختلفة (عب 1: 11). بينما كان عند الشبابيك. والآن ترغب العروس في ظهوره في الجسد، حتى يمكن رؤية الله في الجسد ويتكلم عن الوعود الإلهية للسعادة الأبدية لكل من يستحقها. لاحظ توافق كلمات سمعان مع رغبة العروس: “الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام، لأن عينيَّ قد أبصرتا خلاصك” (لو 2: 29-30). رأى سمعان مثل ما أرادت العروس أن ترى. وهؤلاء الذين اِستقبلوا صوت المسيح الحلو تعرفوا على نعمة الإنجيل وصرخوا: “فأجابه سمعان بطرس: يا رب إلى من نذهب. كلام الحياة الأبدية عندك” (يو 6: 68).
اِلتمست العروس أن ترى العريس النقي الذي وافق، لذلك فسوف يُظِهر نفسه علانية. ويحفِّز العريس الصيادين لكي يصطادوا الثعالب حتى لا يتلفوا أشجار العنب: “خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المُفسِدة الكروم لأن كرومنا قد أقلعت” [ع15]. سوف يزدهر ثمر العنب إذا ما أزيلت الثعالب التي تتلفها… امسك الثعالب الصغيرة التي تتلف كرم العنب لأن كرمنا يعطي عنبًا طريًا.