في البداية يرسل لها الكلمة شعاعًا من نور من خلال شبابيك الآنبياء وكُوى الوصايا. ثم يشجعها على أن تقترب من النور وتصير جميلة بواسطة تحوُّلها إلى صورة الحمامة في النور. وفي هذه المرحلة تأخذ العروس من الخير بقدر ما تستطيع. ثم يرفعها الكلمة لكي تشارك في جمال أعلى لم تتذوقه من قبل. وبينما هي تتقدم تنمو رغبتها في كل خطوة، لأن الخير غير محدود أمامها. وتشعر باستمرار مع حلول العريس معها أنها قد ابتدأت صعودها للتوّ فقط. لذلك يقول الكلمة للعروس التي أقامها من النوم: “انهضي”. وإذ جاءت إليه يقول لها: “تعالي”، لأن الشخص الذي دعاها للنهوض بهذه الطريقة في استطاعته أن يقودها إلى الارتفاع والنهوض بها إلى مستوى أعلى.
الشخص الذي يجري نحو الله ستكون أمامه مسافات طويلة. لذلك يجب علينا أن نستمر في النهوض ولا نتوقف أبدًا عن التقرب من الله. لأنه كلما قال العريس “انهض” و “تعال” فإنه يعطي القوة للارتفاع لما هو أفضل. لذلك لابد أن تفهم ما يأتي بعد في النص. عندما يحفِّز العريس العروس الجميلة لكي تكون جميلة، فهو يذكرنا حقًا بكلمات الرسول الذي يطلب منا أن نسلك سلوكًا فاضلاً لكي نتغير من مجدٍ إلى مجدٍ (2 كو 3: 18). وهو يعني بكلمة “مجد” ما فهمناه وحصلنا عليه من بركة في وقت من الأوقات، ولا يهم مقدار ما حصلنا عليه من مجدٍ وبركةٍ وارتفاعٍ، لأنه يُعتقد أننا حصلنا على أقل مما نأمل في الحصول إليه. ولو أنها وصلت إلى جمال الحمامة بما قد حققه، إلا أن العريس يأمرها بأن تكون حمامة مرة أخرى بواسطة تحوِّلها إلى شيء أحسن. فإذا حدث ذلك فإن النص سوف يُظهر لنا شيئًا أحسن من بهذا الاسم “حمامة”.