ما هو ترتيب الكلمات هنا؟ كيف ترتبط كل كلمة بالأخرى؟ كيف تُحفَظ تسلسل الأفكار دون أن تنكسر السلسلة؟ تسمع العروس الأمر وتتقوى بكلمة الله، ثم تنهض وتتقدم إلى الأمام وتقترب وتُصبح جميلة وتُسمَّى حمامة. كيف يرى الشخص منظرًا جميلاً في مرآة إلا إذا عكست المرآة صورة شيء جميل؟ الطبيعة البشرية هي أيضًا كذلك، ولم تكم طبيعةً جميلةً إلا بعد أن اقتربت من الجمال الحقيقي وتم تغييرها بواسطة صورة الحب الإلهي. تستمر الطبيعة البشرية على صورة الحية طالما بقيت راقدة على الأرض أخذت صورتها. ولكن الآن نهضت الطبيعة البشرية وقامت ورفعت وجهها إلى أعلى لكي تُبصر الخير، وأدارت ظهرها للشر، وأصبحت فرِحةً مسرورًة لما تنظر إليه. أي إلى الجمال الأبدي. لذلك صارت الطبيعة البشرية مُضيئة عندما اقتربت من النور. وفي هذا النور أخذت شكل الحمامة الجميل، وأعنى الحمامة التي تنبئ بحضور الروح القدس.
تكلم الكلمة وسمَّاها “جميلة” بسبب قربها منه، وحمامة لأنها جميلة. ويستمر النص في تقرير أن حُزن الشتاء لا يملك بعد على نفوسنا، لأن البرد لا يمكن أن يواجه أشعة الشمس. “لأن الشتاء قد مضى والمطر مًرَّ وزال” (نش 2: 11).
يُطلق النصُ الكثيَر من الأسماء على الشر حسب تأثيره المختلف: فيسميه الشتاء، المطر، نقط المطر ويرمز كل اسم لنوع مختلف من الإغراءات. تُشير كلمة الشتاء إلى مجموعة الشرور. إن الذي يزدهر، في الشتاء يختفي الآن. إن الأوراق الخضراء الجميلة التي تُزيِّن الأشجار تسقط من الفروع وتختلط بالأرض. ويتوقف غناء الطيور الشجي، ويهرب العندليب. وينام عصفور الجنة وتذهب اليمامة إلى عشها. فكل شيء يشبه حزن الموت. وتشبه فروع الأشجار العِظامَ التي تُعرَّى من اللحم، فهي عارية ومنظرها مؤسف عندما يُقارن بمنظرها وهي تحمل الأوراق والأزهار.