عرض مشاركة واحدة
قديم 26 - 07 - 2016, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 59 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,450

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: سفر نشيد الأنشاد

يمكن معرفة الصعوبة التي تواجهها العروس في إدراك العريس مما تقوله “صوت حبيبي” وليست هيئته أو وجهه أو جسمه، ويشير ذلك إلى ما تبحث عنه. ولكن صوته يعطيها فقط فكرة عن المتكلم. لذلك يُعطي النص العديد من الصور عن العريس وليس صوره واحدة، لأن العروس ليس لديها صورة واضحة عنه. تفكر العروس أنها تدرك صورًا مختلفة لعريسها في الأوقات المختلفة وتقول: “أنظر لقد جاء” [ع8]. لا يقف العريس دون حركة ولا يبقى بالقرب منها حتى تتمكن من رؤيته وتتعرف عليه. بدلاً من ذلك ينسحب قبل أن تصل العروس لكي تتعرف عليه: “يقفز على الجبال، مسرعًا على التلال!! فتتخيله كأنه غزال في أحد الأوقات أو كذكر صغير للغزال الأحمر في أوقات أخرى “حبيبي هو شبيه بالظبي أو بِغُفْرِ الأيائل. هوذا واقف وراء حائطنا يتطلع من الكُوى يُوَصْوِص من الشبابيك” [ع9]. لذلك فهيئته تختلف من آن لآخر.
تُسبِّب لي هذه الأشياء الألم إذا فُهمت بمعناها اللفظي وتجعلني أشك أني سوف لا أصل إلى فهم حقيقي للأمور المقدسة. ولكن يلزم أن نضع آمالنا في الله الذي يقوي هؤلاء الذين يعظون ويفسرون الأخبار المفرحة. كما يلزم أن نرى كيف يمكننا تطبيق دراستنا للنص الحالي على تأملاتنا السابقة. يقول النص “صوت حبيبي” ثم يضيف بعد ذلك مباشرةً: “اُنظر هو يأتي” ماذا نفهم من ذلك؟ يُحتمل أن هذه الكلمات تنبئ عن إعطاء كلمة الله التي عرفناها بواسطة الإنجيل. لقد أعلنها الآنبياء مُسبقًا، ثم وضحت من خلال ظهور الله في الجسد يحمل الصوت المقدس شهادة على هذه الأعمال وإنجازاتها، كما أنه يرتبط بكلمة الوعد كما يقول النبي: “ذَكَرْنا يا الله رَحْمَتك في وسط هيكلك” (مز 48: 9). “صوت حبيبي” هذا هو ما سمعناه. “اُنظر ها هو يأتي”، هذا هو ما رأته أعيننا. “الله بعدما كلَّم الآباء بالأنبياء قديمًا بأنواع وطرق كثيرة” (عب 1:1)، هذا هو الصوت الذي سمعناه: “كلَّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثًا لكل شيء الذي به أيضًا عمل العالمين” (عب 1: 2). هذا هو ما تكلموا به: “اُنظر، هو آت يقفز على الجبال ويمشي على التلال”. فهو يُشبه من ناحية المقارنة بغزال، ومن ناحية أخرى يقترب في الشكل من ذَكَر صغير للغزال الأحمر. تشير كلمة الغزال إلى حِدَّة الإبصار لأن الغزلان معروفة بقوة إبصار خارقة. ويشتق اسمها من الكلمة اليونانية التي تعني يبصر أو قوة إبصار خارقة تمسح البادية كلها. لذلك فالواحد الذي يمسح ويرى الكون كله، هو الله الذي خلق الكل ويرى الكل. وبما أن الله قد ظهر في الجسد ليحطم قوى الشر بحياته، لذلك فالواحد الذي نظر من السماء إلى الأرض، يُشَبَّه بالغزال. وعلى الجانب الآخر يُشَبَّه الله بذَكَر الغزال الصغير الذي يعبر على الجبال والتلال بقفزاته. أي أنه يدوس ويسحق أعمال الشر التي لإبليس. ويتكلم الكتاب المقدس عن الجبال التي اهتزت بقوة الله. وكما صاغها داود، أنها أُزيحت إلى “قلب البحر” (مز 46: 2) وغُمرِت في قاع البحر العميق. تكلم السيد المسيح عن الجبال في مناسبة شفاء الصَرَع، “لو كان لكم إيمان مثل حبة الخردل لكنتم تقولون لهذا الجبل (الذي يرمز إلى الصَرَع) اِنتقل من هنا إلى هناك فينتقل، ولا يكون شيء غير ممكن لديكم” (مت 17: 20). ولما كان ذكر الغزال الأحمر الصغير قادرًا على تحطيم الحيوانات البرية وتهرب الثعابين ذعرًا من صوت تنفسه ومن لونه الأحمر، لذلك يُقارن العريس، الذي يراقب من أعلى كل شيء، بالغزال، ولكنه أيضًا يشبه ذَكَر الغزال الأحمر الصغير في قفزاته التي يحطم بها كل القُوى المضادة، التي يرمز لها النشيد بالجبال والتلال.