11- السنة الطقسّية والليترجيا المشرقية
ان لفظة “الطقس- معرّبة عن اليونانية “taxis” وتعني الترتيب والنظام. وتشير هنا إلى كل مراسيم العبادة في الكنيسة وصلواتها والإحتفال بأسرارها وأعيادها. وباختصار: الطقس يعبر عن إيمان الكنيسة وتقليدها وتعليمها، ويرسم هويتها وشخصيتها.
الليترجيِّاLiturgia وهي ايضًا كلمة يونانية تعني خدمة الصلاة والعبادة، اي العمل الكهنوتي في سبيل الشعب. وقد استعملت كنيسة المشرقة كلمة سريانية”-خدمة” للدلالة على هذا العمل المتميز، فالليترجيا مشروعٌ يهدف إلى تعميق معاني الصلاة وأبعادِها في حياة المؤمنين، حتى تغدو ينبوعَ حياةٍ لهم، وتَصيرَ حياتُهُم ليترجيِّا دائمة.
تعّد ليترجيا المشرق أحدى أقدم ليترجيات الكنيسة، ذات تقليد مسيحي نشأ من أصل أورشليمي (يهودي). وتتكون هذه الليترجيا من صلاة الغروب وصلاة الليل والفجر في الأيام الاعتيادية، يضاف إليها صلاة السهرة يوم الأحد بين صلاة الليل والفجر. اما خدمة موسم الصوم الكبير فهي كالتالي: منتصف الليل، الليل، السهرة والفجر اي صلاة الساعة التاسعة وعدنا اي الظهيرة اي الرمش ثم ” الافطار. هذه الاوقات الثمانية بارزة في زمن الصوم، تدمج عادة، كما في صلاة الساعة التاسعة والظهيرة والرمش والافطار. وتجدر الاشارة الى ان في ايام الصيام كان الطعام يقتصر على وجبة واحدة عند الغروب.