مريم العذراء
اللاهوت المريمي المشرقي معتدل بلا مغالاة ولا تهميش.عمومًا لاهوت آبائي وليترجي. وبالإمكان ايجازه في ثلاث نقاط:
1- بتوليتها: ثابتة أثناء الحبل والولادة وبعدهما. هذا ما يشير اليه آباؤها افرام ونرساي، كما وطقوسها.
2- ممتلئة نعمة: هذه النعمة مستمّدة من ابنها ومن قبولها وتفاعلها. هكذا تغدو نموذجا لكّل أم، ولكّل تلميذ منفتح، بتواضع على الله. وهي صورة الكنيسة التي تُصغي وتَتَقبّل وتعيش.
3- الأمومة الشاملة: مريم مشبَّهة بحواء الجديدة، إنها أم البشرية الجديدة (الكنيسة)، التي بكرها المسيح، ورأسها.
ألقابها: البتول، الطوباوية، ام المسيح، ام المخلص، السماء الثانية، حواء الثانية، تابوت العهد، ابنة داود، العروسة، لكن كنيسة المشرق، تجّنَبَتْ لقب “والدة الله –Theotokos ” بسب الالتباس، ويبّرر نرساي ذلك، بكون الولادة والنمو هما من خواص الانسان. وعديدة هي الاناشيد التي خصَّها بها أفرام ونرساي وغيرهما. يقول نرساي: “يجب ان يُعطى للقديسة مريم اسم لائق: أمّ الصورة التي بواسطتها تجلّت صورة اللاهوت غير المنظور. أما ابنها، فندعوه مسيحًا وابنًا وملكًا وربًّا” (مخطوط بورجا 83 ص 34 وجه). والليترجية المشرقية تذكر العذراء مريم في تراتيل التقدمة (قبل تلاوة قانون الايمان)، وفي صلوات الصباح والمساء، وتخصص لها الاربعاء وتُعّيد لها بيوم تهنئة (ثاني يوم عيد الميلاد) وحافظة الزروع في 15 أيار والإنتقال 15 أب. هناك أعياد أخرى ولدت بتأثير لاتيني. وفي التراتيل الموسومة بـ يخصص لها ترتيلة. والعديد من الكنائس يحمل اسمها.