نصيبيــــــن
أصدر الامبراطور زينون قرارًا وحدويًا يعرف بـ Henoticon لإزالة اسباب الفرقة بين الكنائس المسيحية، لكنه لم يفلح، فعمد عام 489 الى غلق مدرسة الرها بسبب الجدالات اللاهوتية، فاضطر أساتذتها الى الانتقال إلى مدينة نصيبين المجاورة الخاضعة لسيطرة الفرس الساسانيين، وفتحوا فيها مدرسة أكاديمية متميزة، رئسها نرساي الملفان. ولقد وصلنا نظام التدريس فيها. كانت الدراسة فيها مجانيّة، تستغرق ثلاث سنوات يدرس فيها: الكتاب المقدس، الإلهيات، الطقوس، الفلسفة، الطب، الفلك، الفيزياء، الكيمياء، الرياضيات، الجغرافية، التاريخ، الشعر، الخطابة والبيان. وقد بلغت في القرن السادس أوَجَها حيث فاق عدد طلابها الثمانمئة، وتعدى تأثيرها بلاد ما بين النهرين إلى بلدان الهلال الخصيب.
كما ان هناك مدارس أخرى مهمة مثل مدرسة بيث عابي والدير الأعلى ومدرسة جنديشابور التي اختصت بالطّب والعلم، والتي درس فيها إلى جانب المسيحيين المسلمون وتتلمذوا على مشاهير أطبائها المسيحيين.